محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب.. (تايتانيك) والمشروع الحضاري!

(1)

 كشفت تقارير صحافية، بحسب العربية نت ، أن المحققين فُوجئوا أثناء مصادرة مقتنيات وداد بابكر زوجة الرئيس المخلوع عمر البشير بوجود لآلئ ونفائس وأحجار كريمة ، بينها خرزة شبيهة بجوهرة (قلب المحيط) الشهيرة بفيلم (تايتانيك) ، التي تعتبر واحدة من أشهر القلائد بالتاريخ ، وتتميز القطعة النفيسة بماسة زرقاء ، منحوتة على شكل قلب ، مُحاطة بالماس الأبيض ويتدلى الحجر الكريم من سلسلة الماس الأبيض وتصل قيمة الماسة لأكثر من 20 مليون دولار.

 عندما قرأت هذا التقرير بعد ان ادانت المحكمة زوجة المخلوع تيقنت ان الشعار الذي كانت ترفعه حكومة الانقاذ (كل شيء لله) كان يستثنى (الحجار الكريمة) من المشروع ، او كان على الاقل يستثني السيدة الاولى وداد بابكر وهي تمتلك الماسة “Blue Suphaire” التى يقدر سعرها بأكثر من 20 مليون ، كان ذلك في بلد تتوقف فيه ماكينات غسيل الكلى بسبب عجز الدولة عن توفير قيمة الدواء الذي كانت قيمة هذه الماسة يمكن ان توفر له ميزانية شهر كامل. كانت دار المايقوما للأطفال فاقدي السند تعاني من شح الالبان وانعدامها والسيدة الاولى في السودان تغتني جوهرة شبيهة بجوهرة بطلة فيلم (تايتانيك) الذي كنا نتلصص لمتابعته (تقشفاً) فقد كانت مجرد مشاهدة الفيلم (رفاهية) ، لا نستطيع اليها سبيلاً.

(2)

 حسب تقرير العربية نت (دفعت هيئة الاتهام بالقضية بشاهد إثبات أمام المحكمة، ويعمل مهندساً جيولوجياً بالهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بالخرطوم، وقال إنّ تقرير المعامل الفنية للمواصفات والمقاييس، يضم تفاصيل 12 قطعة مصوغات ذهبية وأحجاراً كريمة، ضبطت لدى المتهمة وداد بابكر. وذكر الشاهد أن تقرير الفحص أثبت أن بعض الأحجار الكريمة لؤلؤ طبيعي، بالإضافة لقطعتين باللونين الأحمر والأخضر ، مؤكداً عدم قدرته على تحديد قيمة الأحجار الكريمة المضبوطة لأنها تفوق قدراته وخبراته العملية. ونفى وجود أي جهة بالبلاد تستطيع تقييم الأحجار الكريمة، لافتاً إلى أن تحديد قيمتها يتم عن طريق البورصات وبيوت الخبرة العالمية بلندن ودبي وليس بالخرطوم).

 كل هذه اللآلئ والأحجار (الكريمة) في بلد كان يفتقد فيه المواطن الحياة (الكريمة) تمتلكها السيدة الاولى في حكومة كانت ترفع شعار (ما لدنيا قد عملنا). وداد بابكر تتشبه ببطلة فيلم (تايتانيك) التى تجسد في الفيلم دور الفتاة الارستقراطية التى تعيش في حالة من الرفاهية تجعل المسافة بينها والآخرين في الخيال والدراما تبعد سنوات ضوئية.

 في العمل الدرامي والسينمائي كان ذلك يبدو من بطلة فيلم (كيت إليزابيث وينسليت) امراً خيالياً في حين كانت وداد بابكر تعيش ذلك في الواقع في وطن كانت حكومته تبيد الاهالي في دارفور وتنتشر معسكرات الدفاع الشعبي في ربوع البلاد وتتحول طوابير الصباح في المدارس بمختلف مراحلها الى طوابير (عسكرية) وتبخل الحكومة ببرقية تعزية لأهالي (22) طفلاً غرقوا في نهر النيل وهم في طريقهم الى المدرسة.

(3)

 المشروع الحضاري كان عندهم عبارة عن عقارات وأفدنة زراعية امتلكوها بغير حق ـ حيث امتلك من كان يشغل منصب (منسق) في الدفاع الشعبي (99) قطعة ارض ، ثم اصبح من بعد ذلك وزيراً للخارجية وهو اولى ان يكون وزيراً للداخلية وهو يمتلك ويستولى على كل هذه الاراضي والعقارات (الداخلية).

 المشروع الحضاري الذي كان يزحمون به الطلاب في المدارس والجامعات كان عندهم يتمثل في ان تقتدي السيدة الاولى في السودان بـ (كيت إليزابيث وينسليت) في احجارها الكريمة وجواهرها الباهظة.

 المشروع الحضاري عندهم كان في ان تظلل شبكة (صدر) الممثلة حينما تظهر في مسلسل عربي متبرجة ، ويغطي جيدها في تلفزيون السودان .. ولا حرج من بعد ان تغتني وداد بابكر قلادة “قلب المحيط” الماسية، الأسطورية “Blue Suphaire” التي زيّنت جيد النجمة السينمائية ذائعة الصيت (كيت وينسليت) بفيلم تايتانيك.

 المشروع الحضاري عندهم استفاد منه (نمل) الدندر و(جقور) كوبري المنشية ووداد بابكر وهي تمتلك هذه الثروات الهائلة.

 المشروع الحضاري عندهم كان باختصار شديد (تايتانيك) حيث غرقت سفينة (الانقاذ) بالكيفية التى غرقت بها سفينة (تايتانيك).

(4)

 بغم

 اذا كان بيتك من قزاز لا ترمى الناس بالحجارة ، حتى وان كانت تلك الحجارة (حجارة كريمة).

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة