«أشعر بأنني فتاة محظوظة، وبأن كل شيء يجري يصب في مصلحتي، وأن الكون مسخر لخدمتي»، انتشرت هذه العبارة الفترة الأخيرة بشكل كبير على منصة التواصل الاجتماعي «تيك توك»، وبدأت الفيديوهات التي تحمل هذا الهاشتاج بالظهور، حيث حقق أكثر من 80 مليون مشاهدة في فترة قليلة، وإذا استعرضت مقاطع الفيديو على موقع تيك توك الخاص بك، قد تظهر أمامك فيديوهات لعشرات «الفتيات المحظوظات»، التي تتحدث فيها الفتيات عن القوة التي تغير الحياة الشخص عند التحول إلى فتاة محظوظة.
ما هي متلازمة الفتاة المحظوظة؟
متلازمة الفتاة المحظوظة هو مفهوم التفكير في أنك الشخص الأكثر حظًا على هذا الكوكب، وأن الأشياء العظيمة تحدث لك دائمًا لأنك محظوظ، أما عن مضمون «الفتاة المحظوظة» فيعود لمبدأ أن التفكير الإيجابي سيساعدك في تحقيق أهدافك، وتعمل المتلازمة من خلال القناعات الشخصية، فالشخص المؤمن بهذه المتلازمة يعيد على نفسه بشكل مستمر بعض المقولات من قبيل أنه يستحق الأفضل، وأن الحظ سيجعل يومه أفضل، وأن المواقف الصعبة ستحل سريعًا لأنه محظوظ.
بدأت الفكرة من صانعة المحتوى تامانا كاور، بعد أن صنفت نفسها كـ إحدى المؤمنات بهذه الفكرة، إذ قالت: «لم أكن أعرف أي شيء عن ذلك سابقًا، ولكن كلما غصت في البحث أكثر، فهمت المعنى بشكل أعمق، وهو الإيمان بأنك الفتاة الأكثر حظاً وبأنك تجسدين ذلك وتعيشين هذا النمط من الحياة»، كما أكدت على أنها حققت نتائج إيجابية كثيرة بعد أن اقتنعت بهذه المتلازمة.
مبدأ يجعل الحياة أكثر سهولة
منذ اللحظة الأولى التي شاهدت «بسمة حمدي» فيها الفيديوهات التي تحمل هاشتاج الفتاة المحظوظة، قررت أن تجرب ما إذا كان الأمر صحيحا أم هو مجرد «هاشتاج»، لتتفاجأ بأن مفعول هذه المتلازمة حقيقي بنسبة كبيرة، فكما شرحت لـ«المصري اليوم»، جميع المواقف التي تحدث في اليوم الذي تقتنع فيه بأنها الفتاة الأكثر حظاً، تصبح في صفها بطريقة غير مفسرة.
«لو الإنسان فضل يردد على نفسه الصبح أن الحظ في صفه انهاردة، هيلاقي أن كل حاجة بتحصل ولسبب مش مفهوم لمصلحته فعلاً»، وفي الختام أكدت «بسمة» أن الطريقة التي يفكر بها الشخص هي ما تحدد مدى سعادته، فالحياة مليئة بالصعوبات والمشاكل التي يجد الإنسان نفسه أمامها دائماً دون أن يختارها، أما أن يواجهها بالتفكير الإيجابي، أو ستقتله الأفكار السلبية، «كنت شايفن نفسي مستحقش أي حاجة كويسة، لحد ما قابلت فيديو بيتكلم عن المتلازمة، تفكيري اتغير والحياة نفسها بقت أسهل».
المتلازمة تعمل على استراتيجيات العلاج السلوكي
ويعتبر دكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، متلازمة الفتاة المحظوظة أحد استراتيجيات العلاج السلوكي المعرفي، فعلى الرغم من أن مصطلح المتلازمة غير متعارف عليها علمياً، إلا أنها تسلك طريقاً جيداً في ربط المشاعر الإيجابية بالمعلومات، التي تخلق مسارات عصبية سعيدة في العقل، والسعادة بدورها تغير رده فعله وسلوكه تجاه المواقف.
واستكمل «هندي» حديثه بأن مضمون متلازمة الفتاة المحظوظة يعمل على مخاطبة الشخص لنفسه، وهو يقول بأنه محظوظ وجميع الأشياء التي يرغب بها تحدث له، والكون بأكمله مسخر لخدمته، فمناجاه النفس هي ما تجعل الشخص يستشعر نجاحه في أي تجربة، كما يزيح جميع الضغوط النفسية وهو يطرح الأفكار التي تدعو للقلق جانباً، كما أن المتلازمة تعمل على تنمية مهارة توكيد الذات، وهو الأمر المطلوب لجعل الشخص يتوقع الأفضل دائماً.
وعلى الرغم من مميزات المتلازمة إلا أنها لا تخلو من السلبيات، فتجعل صاحبها صيد سهل لمشاعر الإحباط، خصوصاً عندما يقدم الشخص على فعل شيء وهو يضمن نتيجتها لاعتقاده بأنها ستحدث لكونه شخص محظوظ، ولا يحصل على نفس النتيجة التي كان يتوقعها أو يفشل في تنفيذها، تنتابه مشاعر الاحباط والتأزم النفسي، وقد تتسبب ايضاً في شعور الشخص الدائم بأنه مقصر.
المصري لايت