هاجر سليمان تكتب: معاناة السودانيين مع الحكومة المصرية

يبدو لي والله أعلم ان السيسي وحكومته يسعون لتصفية الحسابات مع البرهان وحكومة السودان عن طريق مضايقة السودانيين المتواجدين بالقاهرة، وبدا ذلك جلياً ابتداء من سفر السودانيين عبر مطار الخرطوم وعبر المعابر البرية والمعاملة السخيفة التي يجدها السودانيون من السلطات المصرية وكيف انها تقوم بمضايقتهم بطريقة سخيفة وسط سكوت وصمت مرعب من الحكومة السودانية التي اعتادت منذ أمد طويل على دفن رأسها في الرمل وعصب عينيها عما يدور بالجارة .
مؤخراً قامت الحكومة المصرية بالضغط على السودانيين ومعاملتهم كأجانب ضاربة باتفاقية (الطعنات) او الحريات الأربع عرض الحائط واصبحت تمارس شتى صنوف التعذيب للمواطن السوداني من خلال معاملته كأجنبي وفرض رسوم طائلة عليه وان عليه ان يدفع بالدولار في حال اراد امتطاء القطار وغيرها من السياسات التي فرضتها على الأجانب وربما قصدت بها السودانيين وحدهم لان أعدادهم هي الاكبر .
ما فعلته مصر ازاء السودانيين بأراضيها ينبغي ان تعامل بمثله واظن ما أقوله واضحاً فسياسة المعاملة بالمثل عرف دبلوماسي متعارف عليه ويجب ان تقوم الخرطوم بإجراءات مشددة وتفرض على المصريين المتواجدين بالاراضي السودانية التعامل بالعملات الحرة نظير الحصول على الخدمات والمعاملات وان يبدأ ذلك اعتباراً من إيجارات المنازل والشقق وان يتم التشدد مع كل العناصر المصرية القادمة الى البلاد عملاً بذات مبدأ الجارة التي مارسته ومازالت تمارسه على شعبنا هنالك .
ان الاعراف الدبلوماسية المتعارف عليها دولياً لا يجيد السودان تطبيقها لذلك اصبحت سيادة الدولة منتهكة والحقوق ضائعة وكل ذلك بفضل فشل مسئولينا في التعامل مع دول الجوار التي باتت تمارس ضغوطاً على السودان حتى يتخلى عن الكثير من الأشياء ابتداء من الأرض وانتهاء بحقوقه في المياه وحقوقه في انشاء سدود ضخمة تحفظ للدولة حقها .
بمناسبة السدود وضح لنا جلياً ان سد مروي لا يستطيع انتاج كهرباء تكفي الخرطوم فقط ناهيك عن انتاج كهرباء تحقق الاكتفاء الذاتي لكل السودان وهذا ان دل انما يدل على ان هنالك اياد خفية قد عبثت في هذا السد وجعلته يخرج كمسخ مشوه لا فائدة تجنى منه، لذلك نطالب اولاً بفتح ملف سد مروي كسد استهلك اموال طائلة ولم ينفذ بالصورة المطلوبة التي تحقق الاكتفاء الذاتي للدولة ونريد ان يكون ملف سد مروى هو من اول ملفات التجاوزات التي ينبغي فتحها اليوم ومحاسبة كل من اسهم في تصنيع او تصميم او انشاء السد بتلك الطريقة .
التلاعب وبيع الذمم وانعدام الضمير وغياب الروح الوطنية كان احد اهم المشاكل التي واجهت السودان كدولة ومازالت تواجهه .و السد الذي انشئ لايخرج عن كونه سد واجهة ولكنه غير عملي ولا ينتج كهرباء بالطريقة المطلوبة وهنالك الكثير في جعبتنا .
قبل كل شيء نطالب الدولة بان (تكرب قاشها) فقد اكتفينا من الذل والمحن والعجائب وحان وقت التعامل الجدي وإنهاء المهازل التي يمر بها شعبنا بسبب الدسائس والمؤامرات والخوف ولجوء بعض عصاباتنا للاحتماء بقادة الدول المجاورة .
اعتقد ان نشر الغسيل أكثر مما ينبغي حتما سيفسد ألوان الرقعة وسيجعل أمثال فولكر يلقي بالمايكات على الأرض ويهين شعبنا في أرضنا ويتيح للسيسي ان يهين مواطنينا في دولته بالطريقة التي يريد .

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version