طه مدثر يكتب: (أردول).. ضاعت زيارة شرم الشيخ..!

(1) أحد الخبراء في مجال تربية الخيول، ومن المدمنين على المراهنة كان يتابع في إحدى السباقات، ورأى الفرس الذي راهن عليه متأخر جدا عن باقي الخيول فقال قولته والتي صارت مثلا (الخيول الأصيلة تأتي في اللفة) ومازال يردد في تلك العبارة حتى جاء فرسه في المركز الأخير.

(2) وقبيل ثورة ديسمبر الظافرة، سمعنا بمناضلين كثر وقفوا في وجه المخلوع البشير، ولكن للأمانة لم اسمع باسم المناضل الجسور والقيادى القدير البطل مبارك أردول وبالطبع العطل من المصدر (عدم السمع بجيب اللوم ) وبعد أن اشتدت الثورة واستوت على سوقها ظهر (غودو أو جودو) عفوا ظهر أيقونة الثورة مبارك أردول!! وملأ الأفق ضجيجا وشغل الناس.

(3) ومعلوم بالضرورة أن الثورة مستمرة، والمصالح مُتقلبة والبلقى الهواء بضري عيشو وعيش الجيران ولكن إذا كان الجار جار سوء فأمامك خيارات عديدة منها أن ترحل، ولكن أحيانا يكون الرحيل مُكلفاً أو مستحيلاً، وأما أن تبعد عن الجار وتغني له مهما كانت رداءة صوتك، وحتى لو كان صوتك غير مجاز ويعني القاعدين يقلقوا منامنا طوال الليل، وآناء النهار يعني أصواتهم مجازة، أو أحسن من صوتك؟ لذلك لا تلتفت لأولئك الحاقدين على صوتك ومارس الغناء لجار السوء!!

(4) ومن يبحث عن دولة مدنية فالشيء المؤكد أنه لن يجدها عن حاكم انقلب على سلطة مدنية جاءت عبر انتخابات شرعية، وهنا اقصد حاكم دولة مصر السيد عبدالفتاح السيسي الذي انقلب على سلطة الرئيس الراحل محمد مرسي مهما كان رأيك في مرسى وجماعته.

(5) وقديما اذا كان فريقك فائزا فأن المدرب يأمرك بتشتيت الكورة وتطفيشها لأبعد مدى، ممكن واليوم إذا أردت تشتيت الجهود التي تُبذل من أجل انجاح الاتفاق الاطاري، فعليك أن تؤكد موافقتك على أي مبادرة ضرار، برغم أن الجانب المصري أكد أنهم لا يملكون أي مبادرة، ثم بالأمس جاءت الطامة الكبرى واعلنت مصر صرف النظر عن جمع شمل الفرقاء السودانيين، لكن السيد المبجل مبارك أردول أدعى أنهم موافقون على مبادرة وزير الأمن المصري اللواء عباس كامل!! وهو يقصد مدير المخابرات العامة وليس وزير الأمن ودا مبارك أردول ودي حكمته ! وضاعت على أردول فرصة زيارة شرم الشيخ أو العين السُخنة!!

(6) وفاقد الشيء لا يُعطيه، فالشعب المصري اكتوى ومازال يكتوي من حكم العسكر، والفرق بين عسكر مصر وعسكر السودان، أن عسكر السودان فيهم بعض العقلاء الذين يستمعون للآخر ويناقشونه ويتحاورون معه، بينما عسكر مصر رافعين شعار (ماتسمعوش كلام حد غيري) وأنا (بس الاتكلم) كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي.

(7) فإذا أرادت الكتلة الديمقراطية او الكتلة الضرار أن تبحث عن مبادرة جديدة، فذلك شأنها ولكن عليها أن تدرك أن الحل في الداخل هنا، وأن المُكابرة والمُكاجرة والعناد والبحث عن عزوة ونصرة عند الآخرين لن يحقق مرادهم واهدافهم وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version