(1)
إستعادة ممتلكات الدولة ، وأموالها العامة وانتزاعها من أيدي مغتصبيها من الأمور التي لا جدال حولها ولامراءَ ولا خلاف، والذين يحاولون الإلتفاف على هذه الحقيقة واختلاق التبريرات بأخطاء إجرائية أرتكبتها لجنة تفكيك النظام في الفترة السابقة ،إنما هم يحاولون عبثاَ ذر الرماد في العيون ولن يفلحوا إذاً أبداً، فالأخطاء السابقة لن تبقى جسرا للإفلات من العقاب…كما أن محاكمة ومحاسبة الذين اهدروا ثروات البلاد وبددوها في مشاريع فاشلة غير مدروسة سفهاً بغير علم ،قضية لا يجب التراجع عنها، لأن الأضرار القاتلة التي نجمت عنها من تخلف إقتصادي وإفقار وعوز وأزمات ومعاناة لايمكن أن تغتفر بإفتراض حسن النية، بل هي من أبرز نماذج الفساد الإداري والأخلاقي والمالي باعتبار أن النظام اسند أمانة التكليف إل غير ذوي الكفاءة وحسن التدبير والإدارة .
(2)
تذهب لجنة تفكيك وتأتي أخرى ، ولكن تبقى قضية فساد نظام الإنقاذ حية وظاهرة يراها الناس رأي العين ، لا تحويل لها ولا تبديل ولا تبرير…قضية فساد نظام الإنقاذ والمؤتمر الوطني لا تحتاج الى جهد كبير لإثباتها ويكفي ما أقرّ به عرابها د. حسن الترابي والشيخ إبراهيم السنوسي قبل أن يدخل القصر مساعداً للبشير في آخر أيام النظام، حيث أشار وقتها إلى أن العمارات القائمة الآن لأشخاص كانوا فقراء قبل السلطة لهي أكبر دليل على فسادهم، وأما حديث الترابي الموثق بقناة الجزيرة لا يحتاج إلى إعادة وتكرار، ومع ذلك تظل أكبر شهادة على فساد نظام المؤتمر الوطني ماقاله الشيخ صادق عبدالله عبد الماجد: (عاصرتُ كل الحكومات الوطنية بعد الإستقلال لم أجد أفسد من نظام الإنقاذ الحالي)..قالها الرجل الورع وهو يعتب على التسعين من عمره ومقبل على ربه بذات الورع الذي عرفه عنه الناس، ورغم كل ذلك لن نقول أن جميع رموز الإنقاذ وقادتها سرقوا ونهبوا، لكن لم ينهبوا ولم يسرقوا كانوا شاهدين على الفساد وصمتوا وكان بإمكانهم أن يغيروا بأيديهم وألسنتهم ولكنهم التزموا الصمت فكانوا والمجرمين سواء.
(3)
لقد كان إنقلاب 25 اكتوبر 2021 بمثابة الاوكسجين لبعض الذين كانوا يختنقون تحت “كلكل” انتظار محاكمات الفساد بعد أن استحوذوا على المال العام وممتلكات الدولة وأهدروا مواردها وبددوا ثرواتها …الآن عمليا انتهى الإنقلاب وسقط ، ولم يعد هناك من يمنح الاكسجين… والتسوية الحالية الحمد لله أنها لم تقل عفا الله عما سلف …فليقدم كل مشتبه به إلي ساحة القضاء وليخرج منها من كان بريئا وليلقى كل فاسد مغتصب لحق الآخرين ومتسببا في معاناتهم جزاءه العادل…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة