حول الإنقاذيون البلد إلى سوق كبير، فهذا هو طموحهم وهذه هي غاياتهم.
ماذا تتوقعون من ينظر إلى البلد نظرة استثمارية؟
استثمار في كل ما يخطر على البال.
لا هم لهم سوى المال.
التعليم أصبح سوقا لا يفسح المجال إلا للمقتدر لدرجة أن المتميزين محدودي الدخل صاروا يبحثون عن المنح في الجامعات الخاصة هذه الجامعات التي صارت تلعب في الوقت والجهد معا حيث يتخرج فيها الطلاب ودفعاتهم في الجامعات الحكومية في منتصف الطريق أو دونه.
قلبوا التعليم في السودان رأسا على عقب.
فقد كان المميز فيها هو المجتهد الذكي فحولت الإنقاذ، فأصبح المميز فيها هو الغني بغض النظر عن مستواه الأكاديمي.
سارت في هذا الاتجاه على جميع المجالات غرضها السوق والتكسب.
أفاق أصحاب المدارس الخاصة اليوم الذين يستثمرون في تقصير المدارس الحكومية بإعلان الوزير إجازة عامة للكل.
يستثمرون أصحاب المدارس الخاصة بحيث يعرضون تدريسا كاملا للمنهج مقابل نقصا لتدريس المنهج في المدارس الحكومية.
هذا النقص إما بكثرة الإضرابات من قبل الشارع او من قبل المعلمين.
يستثمرون في بيئة نظيفة و مريحة للطالب مقابل فصول بلا إجلاس في التعليم العام.
مقابل طالب بلا كتاب في التعليم العام.
اليوم قطع قرار الوزير استثمار المدارس الخاصة لإضراب المعلمين.
حيث هيأت المدارس الخاصة طلابها وأعلنت موعد امتحانات طلابها للفصل الدراسي الأول باعتبار أن إضراب المعلمين لا يخصها وبالتالي لا تأخير أو إلغاء للامتحانات.
هنا يأتي استثمار الخاص لمدارسه مستغلا كل أزمة في التعليم العام.
ولا أحد يلومه أو يحرمه من هذا الاستغلال، فكل صاحب تجارة يريد أن يثبت وجوده ويحافظ على جذب وربط عملائه به من طلاب أو من أسر.
إلا أن الوزير بقصد منه أو دون قصد قطع هذه الفرصة فرصة إضراب المعلمين ليتم استثمارها من قبل المدارس الخاصة.
فقام بتحويل فترة الإضراب إلى إجازة عامة للفصل الدراسي الأول تشمل جميع المدارس الخاص منها والعام معدلا في تقويم العام الدراسي.
والسؤال:
هل يكفيك تعديل تقويم العام الدراسي يا سعادة الوزير لتحقق مطالب المعلمين؟.
نرجو أن يسير التعليم الخاص جنبا إلى جنب مع التعليم العام يسد فجوات يحتاج إليها المجتمع.
لا ينبغي أن يسير التعليم الخاص على حساب التعليم العام.
فهذا الاستغلال نتيجته ليس تعليم أغنياء مقابل تجهيل فقراء، وإنما سيكون تعليم لصوص مقابل تجهيل عجزة.
فهذه المعادلة أقل نتيجة لها هي زراعة الحقد وبذر روح الانتقام لدى العجزة.
وإشعال شعور الاستعلاء والاحتقار لدى اللصوص.
وتتحول القاعدة فبدلا من أن يكون الشريف هو العزيز فسيصبح بسياسة التعليم هذه اللص هو العزيز.
خيرا فعلت سعادة الوزير أن حولت الإضراب إلى إجازة حتى لا يستغله أصحاب المدارس الخاصة.
لكن نرجو ألا يكون هدنة مؤقتة للإضراب أو مجرد تخدير.
صحيفة الانتباهة