الانتخابات القادمة .. هل تغيّرت المُعادلة..؟

اكتسح حزب الأمة القومي الانتخابات 101 مقعد في البرلمان، ثم تلاه الحزب الاتحادي الديمقراطي ب63، الجبهة الاسلامية الوطنية 51، الحزب الوطني السوداني 8، الرابطة السياسية لجنوب السودان 8، مؤتمر الشعب السوداني 7، الحزب الشيوعي السوداني 3، المؤتمر السوداني الأفريقي 2، حزب الشعب السوداني الاتحادي 1، حزب الأمة الوطني 37662 وحزب البعث العربي الاشتراكي 3576 ولم يصلا مرحلة التمثيل البرلماني.

* أبوفواز: لن تُجرى انتخابات نزيهة مالم يتم تفكيك تام لنظام الأنقاذ

* خبير: إذا لم يتم التفكيك، لا يمكن أن نصل الى مرحلة انتخابات أو نؤسس الى انتقال حقيقي

بعد توقيع الاتفاق الاطاري تم تأجيل موعد الانتخابات إلى عامين من تاريخ التوقيع النهائي، وفي السابق كانت هناك أحزاب محددة تحظى بالفوز الكاسح في الانتخابات، حيث اكتسح حزب الأمة القومي الانتخابات 101 مقعد في البرلمان، ثم تلاه الحزب الاتحادي الديمقراطي ب63، الجبهة الاسلامية الوطنية 51، الحزب الوطني السوداني 8، الرابطة السياسية لجنوب السودان 8، مؤتمر الشعب السوداني 7، الحزب الشيوعي السوداني 3، المؤتمر السوداني الأفريقي 2، حزب الشعب السوداني الاتحادي 1، حزب الأمة الوطني 37662 وحزب البعث العربي الاشتراكي 3576 ولم يصلا مرحلة التمثيل البرلماني.

(١) وبعد الثورة صعدت قوى ثورية جديدة ووجدت أحزاب اليسار تجاوباً جماهيرياً منقطع النظير واستطاعت كسب قواعد وسط الشعب من خلال مشاركة أغلب أفراد الشعب السوداني في المظاهرات التي دعت فيها الى اسقاط النظام، وتوجت باعتصام القيادة في السادس من أبريل التي أدت الى عزل الرئيس عمر البشير، لكن في مقابل ذلك فأن حكومتي الثورة في نسختها الأولى والثانية لم تلبِ تطلعات جماهير الشعب خاصة في ظل تصاعد الأزمة المعيشية وارتفاع سعر الرغيفة الى 40 جنيه، ولم تعترض الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية على اصرار رئيس الوزراء المستقيل د عبد الله حمدوك على تطبيق سياسات صندوق النقد الدولي، باستثناء اعتراضاتها في شكل بيانات شجب، لذلك خصم ذلك كثيراً من رصيد تحالف قوى الحرية والتغيير الشعبي، وبالمقابل فان انسحاب الحزب الشيوعي من تحالف قحت زاد من رصيده السياسي، وكسب الشارع وانضم إليه مؤخرا حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي انسحب بعد توقيع الاتفاق الاطاري، فهل سيؤدي موقفهما الى صعودهما حال تمت انتخابات نزيهة ؟

(٢) كذلك ظهرت لجان المقاومة كقوى صاعدة بعد الثورة، وزاد توهجها في النسخة الأولى من حكومة حمدوك عندما لعبت دوراً في توفير الخدمات للمواطنين في أيام ذروة انعدام الخبز والغاز، إلا أن الاتفاق الاطاري قسم لجان المقاومة بين المؤيدين للاتفاق والجذريين أو المستقلين، فهل سنشهد صعود أعضاء من لجان المقاومة في الانتخابات القادمة للبرلمان؟ وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد أكد في الاحتفال بتوقيع الاتفاق الإطاري على خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية نهائياً، وشدّد على أن هذا الأمر يقابله عدم مشاركة الأحزاب السياسية في الفترة الانتقالية، استجابةً للمطالب التي يرددها الثوار: العسكر للثكنات والأحزاب للانتخابات)”

وقال البرهان، إن الالتزام المهني العسكري يعني اعتراف العسكريين بالقيادة السياسية للمدنيين، والبقاء على الحياد، وحصر مهمة الجيش في حفظ الأمن من المهدِّدات الخارجية. وأضاف: “إن الموافقة على هذا الاتفاق لا تعني اتفاقاً مع طرف أو جهة محددة، وإنما هو توافق وتراضٍ لإيجاد حلول للقضايا الوطنية بمشاركة واسعة من القوى المدنية للوصول إلى مخرجات تنهي حالة الصراع والتشاكس القائم بين القوى المدنية والعسكرية، وتمهِّد الطريق للتحوُّل الديموقراطي الحقيقي وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قبل توقيع الاتفاق الاطاري قال إن موعداً محدداً للانتخابات لم يُحدّد بعد، مستدركاً أن الجيش “لن ينتظر إلى الأبد.

(٣) من جهته أكد رئيس البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس استعداد المجتمع الدولي لاستئناف المساعدات الدولية للسودان ورهن ذلك بتشكيل حكومة مدنية معترف بها وقال فولكر في تصريحات صحفية المجتمع الدولي كان يساعد السودان قبل انقلاب 25 أكتوبر، خاصة في مسألة ازالة الديون ومؤتمر باريس كان مهم في هذا الاطار المجتمع الدولي مستعد كامل الاستعداد لاستئناف هذه المساعدات، لكن المجتمع الدولي يشترط تشكيل حكومة مدنية معترف بها، وأشار الى تصريحات رئيسي مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي التي أكدوا فيها التزامهم بالعودة الى انتقال حقيقي وتشكيل حكومة مدنية للوصول الى الانتخابات، وأردف: اذا تم ذلك المجتمع سيرد بصورة ايجابية.

وفي رده على سؤال حول أن البرهان سيعود في حالة عدم نجاح الاتفاق البرهان للتلويح بكرت الانتخابات مجددا قال رئيس حزب حشد الوحدوي صديق أبوفواز في تصريح للجريدة (البرهان سيجري انتخابات لكن ستكون مثل انتخابات الرئيس المخلوع عمر البشير، لن تحل مشكلة وسنرجع الى مربع الصفر، واذا تم اجراء انتخابات خلال عام أو عامين دون تفكيك نظام الانقاذ، الاسلاميون سيعودون الى الحكم لأنهم يملكون المال والاعلام والقضاء، وتساءل ماهو الفرق بينها وبين انتخابات البشير، وأكد أبوفواز استحالة اجراء انتخابات نزيهة، وقال (لن تجري انتخابات نزيهة مالم يتم تفكيك تام لنظام الأنقاذ).

(٤) وقطع فواز بأن معادلة الانتخابات في حال تحقق تحول وانتقال ديمقراطي ستتغير تماما وأردف (المعادلة تغيرت تماما للاسف الشديد قيادات حزب الامة حتى الآن يعيشيون في وهم نتيجة انتخابات 1986م هذا حديث غير واقعي عاطفي وللاستهلاك، لجهة أن حزب الامة والاتحادي فقد دوائر كثيرة جدا لمصلحة الاسلاميين ولمصلحة من يدفع أكثر لذلك انا متوقع حتى اذا نجحنا في عملية الانتقال الديمقراطي واستطعنا تفكيك النظام ودخلنا في انتخابات نزيهة حرة ولم يعد هناك جهة مهيمنة على السلطة النتائج ستكون مفاجئة لأن هناك جيل جديد لايعرف حزب أمة أو الاتحادي وهذا جيل جديد ستظهر من داخله قيادات جديدة، اذا كانت حزبية أو مستقلة ستكسب مقاعد في البرلمان، واستدرك قائلا (صحيح مازال حزب الأمة والاتحادي لديهما وجود على الرغم من أن الأخير انقسم الى ثمانية احزاب لكن في النهاية عندما تأتي الانتخابات سيعودون الى عباءة محمد عثمان الميرغتي، لذلك الى حد ما اتوقع الاتحادي والأمة سيكونان في مقدمة الأحزاب، لكن ليس مثل الاكتساح الذي تحقق لهما في 1986وما قبلها) ولفت الى حدوث متغيرات كثيرة جداً ستؤثر على نتائج الانتخابات حيث حدث تغيير ديموغرافي وتجنيس والمال والاعلام ستكون عوامل مهمة جدا في حسم نتيجة الانتخابات.

(٥) وحول مستقبل الاسلاميين بعد الانتخابات قال (لست خائف من الانتخابات حتى الاسلاميين اذا دخلوا الانتخابات باسماء جديدة سيكسبون وليس لدي مشكلة اذا جاءوا بطريقة نزيهة، وفي السياق تمسك القيادي بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بابكر فيصل بتفكيك النظام وقال في الندوة التي نظمها التجمع الاتحادي بمقره السبت الماضي (إذا لم يتم تفكيك النظام السابق لا يمكن أن نصل الى مرحلة انتخابات أو نؤسس الى لانتقال حقيقي، في حال استمرار احتكار الملعب والأمن والخدمة المدنية ولا يمكن أن ندخل انتخابات في حال تقدم آخرين علينا، ويجب أن يتساوى كل الأطراف للنزول الى ملعب الديموقراطية ولذلك بدون تفكيك التمكين لن تكون هناك أي فرصة لنجاح أي فترة انتقالية).

سعاد الخضر
صحيفة الجريدة

Exit mobile version