في زاوية بعنوان ( التفكيك جاكم ) قبل حادثة اختطاف ترتيل بيومين قلنا إن عداء فلول النظام المخلوع للجنة التفكيك أكبر من كُرههم للمدنية نفسها ، ونبهنا السلطات الأمنية إلى مخططاتهم وذكرنا في الزاوية أن محمد الجزولي قالها صراحة ( نحن مقبلون على معركة معركة بكل ماتحويه الكلمة من معنى وان معركة تحرير الوطن تحتاج الى عناصر صلبة وادوات عمل جديدة وتكتيكات صادمة ) فهل هناك أكبر صدمة مما حدث ، ام أن القادم أسوا ففلول النظام التي تحاول أن تتبرأ من هذا الوزر لا تدري انها ترتكب وزراً اكبر ، بحملة التشكيك والكذب والتلفيق والإشاعات ، ولأن كل إناء بما فيه ينضح ، تأتي الإشاعات والترويج لها من (حُثالة) هؤلاء القوم الذين يريدون ان يفسدوا المجتمع السوداني كله ، مثلما فسدوا وفسدت اخلاقهم ما يقومون به الآن هو حملة انتقامية ليس ضد لجنة التفكيك انما لتفكيك نسيج المجتمع السوداني فهم عندما يسرقون ، أول ما يفكرون فيه دمغ صفة السرقة على الشرفاء ، وعندما يقتلون ، يتهمون غيرهم بالقتل ، وعندما يغتصبوا ، اول ما يفعلونه هو التشكيك في شرف الآخرين ، هذا سلوكهم الخبيث ، وبذرتهم الشريرة المتجذرة والمثمرة في أغوارهم ، والتي تنم عن حقدهم الإجتماعي ، فهذا النبت الشيطاني ، من اين له بالسلوك الإنساني القويم الذي يجعله ينتصر انتصارا نظيفا في المعارك السياسية!!
وبعيدا عن كل الذي حدث وما خرج من تصريحات دعونا نقف على الحادثة لنعرف، إن كانت اقرب لصنعهم ام لا ، لنقرأ عبارة واحدة قال فيها الجناة ( بلغي والدك ) ، غض الطرف عن فحواها ، اليس هذه وحدها كافية لأن تكون دليلا على ان جريمة الإعتداء على ترتيل جريمة سياسية أراد فيها الذين يقفوا خلف هذه الجريمة اغتيال شخصية الرجل معنويا ، وذلك تزامنا مع انطلاق ورشة عمل التفكيك ، التي زرع خبر عودتها الخوف والهلع في نفوسهم الراجفة الواجفة .
فالطفلة التي خرجت الجمعة انتظرها المجرمون الذين كانوا يعلمون انها ستخرج في هذا اليوم لأن يوم العطلة ليس يوم طبيعي لخروجها، ففي الغالب أن لا تخرج فوالدها قال ان الحصص الإضافية تذهب لها ترتيل كل جمعة سيما أنها ليست هي اول جمعة لبداية الدروس اذن علمهم المسبق بخروجها الأسبوعي للدروس جعلهم بالقرب من المنزل في هذا التوقيت بالتحديد ( زمن الحصة ) ولا فرق بين الإغتصاب ومحاولة الاغتصاب والخطف والإعتداء الجنسي كلها جريمة واحدة متعددة الوجوه لا يقبلها إلا من في نفسه مرض فالجريمة في تقديري سياسية لا يختلف إثنان عليها، تكشف عن دناءة وخسة من يقف خلفها ، نظام (ملوث) ، يعج تاريخه القريب والبعيد بمثل هذه الجرائم ففي سجلات القضاء وقف رجل سوداني هزم كل قيم الرجولة والمبادئ السودانية السمحة عندما قال ان وظيفته في جهاز الأمن (مغتصب) والاغتصاب في عهدهم حدث لطلاب الخلاوى وبعض قياداتهم في نهار شهر رمضان ارتكبت الفاحشة ( الجديد عليهم شنو ) !! وما الغريب هذا ما يليق بهم.
والإعتداء على ترتيل إعتداء على كل طفلة سودانية ، على كل كنداكة شاركتها ترتيل المواكب ثورة ضد الذين اغتصبوا الوطن ، وصل صدى صوتها عنان السماء ، لذلك ستظل ترتيل صامدة جميلة بريئة تعج دواخلها بالطفولة والأمنيات ، حتى تأتي حكومة تسن قوانينا جديدة ورادعة ضد المغتصبين والمعتدين.
وإن ما حدث يجب أن ينتبه له حتى الذين يختلفون مع مبدأ التغيير ولا يؤمنون بعمل لجنة التفكيك فهذا الجريمة تخص كل اهلنا في السودان ، لانها إغتصاب للقيم السودانية السمحة ، آن لنا ان نبكي حالنا وما وصلنا اليه ، فدولة تقهر فيها النساء وتوأد فبها البراءة والطفولة ، وتموت فيها النخوة والرجولة يجب ان تُضرب على شوارعها خيام العزاء عليها ، فالخزي والعار لكل من تقع عليهم المسئولية لحماية الشعب وهم في غيهم يعمهون.
وترتيل قضية قصد بها التفكيك لكنها وحدت الشارع ورتبته وقوت شوكته ، وجعلت الثوار والكنداكات يلتفون حولها وينبرون دفاعا عن لجنة التفكيك ، هذه النتائج ما بعد الحادثة افزعتهم اكثر واغضبتهم ودفعتهم لتحريك (غرف الشائعة) والإستعانة بالاقلام الرخيصة المأجورة للتشكيك في الحادثة وتحريفها بإسلوب يشبه سلوكهم .
وفي الختام سؤال لمدير عام الشرطة، من الذي صاغ بيان الشرطة ولماذا قصد ان يكتب ان الطفلة عمرها ( ١٨) عاما خلافا لما ذكره والدها ، ماذا يريد هذا المختبىء خلف حروف البيانات المفخخة ، وما هو هدفه ومصلحته !! ، فما الفرق بين ال (١٨) وال ( ١٥ )، كلها جريمة ضد الانسانية وضد الأخلاق والقيم ، ترتيل الطيب حافظي على إبتسامتك ، مابكسروك .
طيف أخير:
قيل لأبي جهل (عمرو بن هشام):
كيف تركت محمدا يخرج من بين أيديكم ليلة الهجرة ويلحق بصاحبه ؟ لِمَ لم تكسر الباب عليه وتأخذه من سريره؟
فأجاب : وتقول العرب روّع عمرو بن هشام بنات محمد وهتك حرمة بيته ؟..
أجمل ما قرأت عن الفرق بين اخلاق كبار كفار قريش، واخلاقهم.
صحيفة الجريدة