ذكرنا أمس الأول أن المحافظ السابق لبنك السودان ونائبه بعد الإستغناء عنهما عادا للبنك بعد الانقلاب ، وصرفا جملة المرتبات من (٢٠٢٣ الي ٢٠٢٥) ومعها المخصصات التي تشمل (المرتب ، بدل اللبس، منحة العيدين، حافز الاداء(البونص) بلغت مليارات الجنيهات وذلك بحجة ان ذلك متبقي فترة العقد ، صرفها لهما المحافظ الذي استلم بعدهما ( يعني كوز جديد بساعد كوز معفي ) في عملية النهب المقنن ، فهذه الخطوة وحدها تؤكد أن عودة الكيزان للمرة الثانية كانت لسرقة مزيد من المال وليس لإستلام الاموال والوظائف التي سلبتها منهم لجنة التفكيك ، وهذا يعني ان لا أحد فكر في التوبة او أن يعود له ما تم نزعه منه ، لكنه يقرر نهب أموال جديدة فكيف لمدير تمت إقالته وأخذ حقوقه كامله يعود ليصرف مرتبات الأعوام ٢٣ و٢٤ و٢٥ مقدما وبلا وظيفة !!
وفات علي أن اوضح في الزاوية الاولى ان ( بدل اللبس) البالغ ٣٧ مليون ( مليار) للمحافظ ، و ٣٣ مليون لنائب المدير يشمل كل النواب ، تم صرف مبلغ ٣٣ مليار لكل واحد منهم
هذا يحدث ببنك مركزي لبلاد تعيش فقر طاحن اغلب الأسر السودانية عاجزة عن توفير حق الرغيف ، قاطعت الاسر شراء الحليب واغلب الاطفال يعتمدون على وجبتين في اليوم و البنك ( لزومو شنو يلبسك ب ٣٧ مليار وعايز تلبس شنو ) !!
ودفع البنك الذي يعيش فيه الفلول عيدهم المستمر منذ انقلاب البرهان وحتى كتابة هذه الزاوية مليارات الجنيهات لتنظيم الإحتفال بعيد الاستقلال داخل بنك السودان نظمته مديرة الموارد البشرية بالانابة ومدير المكتب التنفيذي لمكتب المحافظ) والاحتفال برعاية المحافظ نفسه ، صرفت له الملايين ليتم الاحتفال بحضور ( الصور المكبرة للمخلوع ) ومعهم حق ان يكونوا أوفياء لهذا الحد فالبشير حاضر وغائب ( فسادهم مستمر )
لكن الأخطر عزيزي القارئ هو ان بنك السودان فرع الخرطوم وبعد المراجعة وجدوا أن حسابه به فرق مبلغ (20,720,000 ) ، مبلغ بلا شك كان يحتاج لعمل تحقيق عاجل ومن ثم تكوين مجلس محاسبة ، لكن ماذا حدث ، لم يتم محاسبة المسئولين هناك لانهم من عناصر النظام البائد ، فالمركزي لم يقم بعمل إجراء تحقيق للحادثة صمت لأنه يعلم ان الفلول ما عادت إلا لمواصلة نهبها بشراهة ، ومن يستطيع أن يجرؤ على التحقيق وهو نفسه يحتاج الي من يحقق معه!!
وحتى عندما علم بعض الموظفين بالبنك بالفرق الذي لم تتم معالجته حتى يوم ٢٩ ديسمبر ، قامت الادارة بتشفير حساباتهم بالمنظومة حتى لا يتم تسريبها
ولم يتوقف ( الفساد الجاري) للمستثمرين في النهب من فلول النظام المخلوع فالأخطر من هذا هو عملية تغيير العلامات التأمينية لفئة الالف جنية والتي اعترضت عليها من قبل المدير العام لادارة الإصدار ، لكن ماذا فعل المدير قام بايقافها عن العمل ، فالذي يجمع المحافظ و مدير عام مطابع العملة ( مصالح مشتركة ) لا تقبل احد يعترض طريقها
أزيدكم حرفاً من القصيد، ادارة بنك السودان الآن أعدت مدراء من الصف الثاني من فلول النظام حتى يكونوا بدلاء للصف الاول الذي يتوقعون إقالته من قبل لجنة التفكيك ، فالذين يعلمون انهم مغادرون اختاروا خلفاء لهم يرثوا البنك من بعدهم ، بنك مركزي تجري فيه كافة عمليات النهب المصرفي بطرق مقننة وبتشفير واجتماعات سرية ، والسلطات العسكرية التي بيدها قرار وقف هذا العبث ، لا تفعل شي ليس لأنها ضعيفة وعاجزة ، لكن لأنها السبب الرئيس والمباشر في ما يحدث ، فكيف ان تكون انت الأزمة وتكون الحل !!
طيف أخير:
ما حدث لكريمة الأمين العام للجنة التفكيك، خزي وعار واغتيال رخيص للشخصيات
غدا على الأطياف، ترتيل الطيب يوسف مابكسروك
صحيفة الجريدة