طالعت بياناً لإدارة الجموعية يعتذرون فيه للفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان حمدان دقلو.
والجموعية مجتمع كبير له وجوده، والهفوات بالتأكيد هي سمةٌ من سمات البشر، وكل إنسان مُعرّضٌ للخطأ، وليس من العيب أن يخطئ الإنسان، ولكن العيب والخطأ الأكبر هو التمادي والاستمرار في ذلك الخطأ.
الاعتذار بلا شك سلوك حضاري وفن ومهارة اجتماعية، تزيد من الإلفة والمحبّة والتقارب بين جميع أفراد المجتمع، كما أن ديننا الإسلامي الحنيف من أكثر الأديان حثاً على التوبة والاعتذار بجميع مفرداتها ومشتقاتها.
ومعلومٌ أنّ مك الجموعية هو المك غانم الطيب، وجاء بيان الاعتذار رداً لأحد أبنائهم اختطف اسم القبيلة واصبح يردد مفردات النظام البائد، ويُعادي المجتمع الدولي، ويهدد منسوبيها كخطاب البشير، ويزج باسم قبيلة كبيرة فيها الشيوعي والإسلامي والبعثي وحزب الأمة والحرية والتغيير وكل الأحزاب.
والجموعية، قبيلة عربية كبيرة لها وزنها ويعيش أفرادها على عرق جبينهم، وهم أهل أصول وكرم وشهامة ويكرمون الضيف، شخص واحد من الجموعية يمكن أن يفطر لوري كامل أو بص ماشي الفاشر أو نيالا من زمن بصات أولاد الشريف، كالخيرين أمثال ود الجبل وغيرهم.
والكرم وعادات الضيافة البدوية متأصلة وشائعة في المجتمعات السودانية والعربية حول الخرطوم كالجموعية والبطاحين والكواهلة والشكرية وأبناء عمومتهم، بما فيهم القرويون وسُكّان المدن.
وقبيلة بمثل هذه الصفات لا يُمكن أن تترك لشخص يستخدمها لأجندتهم ويهدد ويتوعد باسمها، ويستخدمها لأجندة سياسية تخص حزبه ونصيره، وذات الشخص كان من أنصار اعتصام الموز وقد كشفه الله للشعب، فلا أحد كان يعلم بالبوكسي والقروش والصيانة والوقود.
وقد قال قائل إن نائب رئيس مجلس السيادة جده منصور العباسي وهم جدهم جموع بني منصور العباسي، فبذات الكرم منحوه البوكسي.
إن ما يقوم به السيد عجيب يعتبر بروزاً لافتاً للنعرات العرقية وعودة إلى الاحتماء بالولاء القبلي والجهوي من أجل تحقيق مكاسب سياسية وتنفيذ أجندة آخرين يسعون لإعاقة التحوُّل الديمقراطي واذكاء نار الفتنة العرقية والمناطقية وتفتيت كيان الوطن. وشخص هدد بحمل السلاح يجب أن تتخذ الدولة معه الإجراءات القانونية اللازمة “وإلا تكون مافي دولة.
مؤخراً، ظهر أشخاص يريدون نقل نموذج دارفور إلى العاصمة الخرطوم، ولكن وعي الشعب والمجتمع دائماً يهزم مخططاتهم، والشخصيات المصنوعة تنتهي بانتهاء الغرض.
نأمل أن تقوم الدولة بواجبها في كبح جماح خطاب العنصرية والجهوية المتنامي، وتحسم فوضى العسكرة والتملش، وأن تطلق يد الشرطة في مكافحة الجريمة وتجارة المخدرات حتى يكون السودان بلداً جاذباً للاستثمار والاستقرار.
صحيفة الصيحة