(1)
كيانات وقيادات شمالية كثيرة في الفترة الاخيرة خرجت وأعلنت بصورة واضحة وصريحة وسخيفة في نفس الوقت عن تكوين جيوش مسلحة وكيانات عسكرية خارج رحم القوات المسلحة.
الملاحظة المهمة ان كل الذين يفعلون ذلك كانوا جزءاً اصيلاً من النظام البائد بداية من الناظر محمد الامين تِرك، مروراً بالناطق الرسمي السابق باسم الجيش الصوارمي وصولاً الى النائب البرلماني السابق والعضو السابق ايضاً بمجلس السيادة (الانقلابي) ابوالقاسم برطم.
ودرع الوطن وكيان الوطن وكلها تجارة بـ(اسم) الوطن او (إثم) الوطن.
محتوى مدفوع
الحزن يُخيِّم على مدينة سودانية بعد غرق طفلين شقيقين بالنيل.. ما القصة…
برطم يطالب بحق تقرير المصير والانفصال ويدعو الى التطبيع مع اسرائيل.. يا للهوان.
الى هذا الحد وصلت (وقاحتهم)!!
الاعلان عن تكوين جيش اصبح اسهل من افتتاح محل لبيع اسطوانات الغاز… بل ان الامر اصبح اسهل من (تحويل رصيد) – أأيقاظ امية ام نيام؟
يعلنون عن جيوشهم كما يعلنون عن مرقة الدجاج.
مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت تضج بصور الضباط برتب عليا لكيانات (قبلية) دون ان يجد ذلك ردعاً او محاسبة من الحكومة.
كنا نشهد ذلك في تخريج طلاب الكلية الحربية وهم يتخرجون من مصنع الرجال (ضباطاً) وسط اهاليهم واحبابهم.. الآن اصبحنا نشهد ذلك في احتفالات خاصة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى عينك يا ضابط!!
الامر اصبح اشبه بحفلات اعياد الميلاد.
الصحف والمواقع الرسمية نشرت في الايام الماضية تصريحات لسياسيين يدعون للانفصال وتقرير المصير ويعلنون عن حمل السلاح والتمرد والخروج عن السلطة.
الحكومة السودانية تلاحق مواكب سلمية يخرج فيها الشعب مطالباً بالسلطة المدنية بالرصاص والغاز المسيل للدموع والاعتقالات.. تحاربهم وتقتلهم وتحاكمهم بعد ذلك – فقدنا اكثر من (125) شهيداً كانوا يطالبون بالسلطة المدنية في (سلمية) يشهد عليها العالم.. في الوقت الذي يترك فيه من يدعون الى الانفصال (جهراً) ومن يعلن عن تمرده في (وضح النهار) وحمل السلاح على السلطة.
في بلادي من يطالب بـ (المدنية) يحاكم ويعتقل ويقتل ومن يطالب بـ(العسكرية) او يكون لها جيوشاً خاصة وقوات (قبلية) لا يسأل ولا يضام.
تقرير المصير في بلادي يمكن ان تطالب به (قبيلة) او (فرد) دون ان يكون هنالك محاسبة على هذا الامر الذي يشعل نار الفتنة والعصبية والقبلية.
تخيلوا ان الحكومة في السودان يمكن ان تلاحق شخصاً بأمر قبض من جرائم المعلوماتية و لا تلاحق من يعلن تمرده ويحمل السلاح ، حيث أعلنت نيابة جرائم المعلوماتية مدير المناهج الأسبق عمر القراي والقيادي بالمجلس الأعلى لنظارات البجا عبد الله أوبشار متهمين هاربين كلاً على حدة. يواجه المتهم عبد الله أوبشار بحسب إعلان صادر من وكيل النيابة الأعلى عبد المنعم الحافظ بلاغ بالرقم 841 للعام 2022 تحت نص المادتين 24/25 من قانون جرائم المعلوماتية.
السلطات تحاسب على (النشر) وتصدر اوامر القبض وتلاحقهم بالنشر وتطالبهم بتسليم انفسهم وهم يستجيبون لذلك خاضعين .. في الوقت الذي يسمحون فيه بتكوين المليشيات والكيانات العسكرية ولا يحاسبون على التصريحات التى تدعو الى الانفصال وتطالب بحق تقرير المصير.
(2)
عسكرة الدولة لم تكن فقط على مستوى السلطة.. عسكرة الدولة تبدو واضحة الآن في العاصمة القومية وفي الشوارع والقبائل.
عصابات (9) طويلة شكل من اشكال (عسكرة) الشارع . الحكومة لا وجود لها وأبناء الشعب السوداني يتعرضون للنهب والسلب والضرب والقتل بأسلحة بعضها بيضاء وبعضها نارية .. ولا حياة لمن تنادي.
هذا الافراط (العسكري) الذي طغى على الشارع جاء نتيجة الى وجود (10) جيوش في العاصمة القومية.
ماذا تنتظرون اذا كان جبريل ومناوي واردول وهم جزء من السلطة يهددون بالحرب والعودة الى الغابة؟
دعوات الانفصال وجرأة تِرك والصوارمي وبرطم ناتجة من مشاهداتهم الى جيوش الحركات المسلحة التى مازالت (مستقلة) وهي في حالة (حرب) رغم توقيع تلك الحركات على السلام ومشاركتها في السلطة.
اذا كانت قيادات في الحكومة وهي شريكة فيها ما زالت تحتفظ بجيوشها بما في ذلك قوات الدعم السريع كيف للحكومة ان توقف المد العسكري الذي ينتشر في الشرق والشمال والبطانة بقيادات وحركات معارضة للحكومة.
القضاء على تلك الجيوش التى ظهرت في الشرق والبطانة وبدأ الاعلان عنها في الشمال يبدأ من دمج كل جيوش الحركات المسلحة في القوات المسلحة.
الحكومة تمنحنا نموذجاً سيئاً على ان الحقوق والكراسي تأخذ بالبندقية.
الحرب المباشرة افضل من السلام (المغشوش) المبني على محاصصات المناصب والكراسي والقبائل.
الشرارة بدأت من (الدعم السريع).. اذا تم دمج هذه القوة في الجيش سوف تكون القوات المسلحة قادرة على حسم كل هذه الجيوب والجيوش.
السودان يشتعل.
امام حميدتي مسؤولية ضخمة .. عليه ان يثبت حرصه على الوطن وعلى امنه واستقراره وقوميته .. وذلك بدمج قوات الدعم السريع (سريعا) في الجيش .. لا تنهي عن خلق وتأتي بالدعم السريع.
نحن الآن في مفترق طرق.
نكون او لا نكون.
السودان او لا سودان.
(3)
بغم
ادركوا الوطن.
هذه الكراسي لو كانت دائمة لأحد.. لما كان قيادات الانقاذ الآن في كوبر.
اذا هلك الوطن لن تصمد فيه (كراسيكم).
اول من سوف يدفع ثمن ذلك .. الذين هم في السلطة الآن.
احموا (كراسيكم) بالعدل .. لا بالسلاح والقمع والدم.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة