أشرف خليل يكتب.. ما الذي ينقص البرهان
كان يا ما كان في سالف عصرنا والاوان.. كان البشير وسوار الدهب وعبود و(في حكاياتنا مايو)..
كانوا رموزا (كارزمية) أمهت على حد السنا طاقاتها فانعشت صفوفنا والهبت الكفوف ونالت الإعجاب، وكثير من الدعاء بالخير باقي لهم وضاج في ذاكرة الأمة ووجدانها الذاكر..
قالوا كلمتهم ومضوا..
تركوا اثراً على تلك الصفحات الخالدة..
كانوا ذواتهم وحراسنا وفوارسنا وبيتنا ومدارسنا..
كانوا حجتنا في وجه الزمان الشين وشخيره العام..
البرهان جاء بعدهم..
في تلكم الأربعة سنوات حاولهم جميعا..
لم يستطعهم كما أنه لم يفلح في أن يكون وجهه!!..
لن يفلح البرهان في العودة إلى البرهان بعد كل تلك المجهودات المضنية التي بذلها في سبيل استعادة زخم تلك الشخصيات واعادة انتاجها لحقب جديدة قادمة..
تلك نماذج ورموز وشخصيات لو عادت هي نفسها بشحمها ولحمها لفشلت في اداء ادوارها القديمة..
تغير الزمان ومعه تغيرت التحديات والأنواء والواجبات والصروف والمنايا!!.
يمتلك البرهان كثير من المواهب الظاهرة وأكثرها ووضوحاً للجميع هي ذاكرته الكلامية المدهشة..
لكنها تتحول مع الأيام من نعمة إلى نقمة، فحتي الكلام المبين الموشي يصبح بلا معنى ولا فائدة ان اجتاحته الظروف وشياطين أخرى..
في عوالم الحب و(الشوق والريد) يستحيل كلام الحبيب علقما مر المذاق إن كانت الحبيبة تتضور جوعاً وتلتف بردانة في بقايا بيت ورداء..
إذا حضرت المسغبة والظنون من الباب هرب الحب من الشباك..
وما اكثر الشبابيك في قلوب الرعية هذه الأيام سيدي البرهان..
هو زمان تقف (الأفعال) فيه اعلي منصة و (مقالة) من الاقوال..
رغم التنوع وتعدد المصادر إلا أن الناس يعرفون (العريس من بشتو)..
يشبعون سريعا من الكلام خاصة إذا كان مكروراً وراجعوا رسمه البياني ورأوا ذلك (الكيرف) وتلكم المراوحة..
السودانيين يجابهون أقدارهم والمصاعب علي وضوح وحمرة عين وشرار مع بياض لازم..
لامن يرقصوا ما (بغطوا دقونهم)..
و(سجن سجن.. غرامة غرامة)..
و(كتلوك ولا جوك جوك)..
امنحهم ذلك الوضوح والمباشرة واحصل على مؤازرتهم و دعمهم غير المشروط والكافي..
(ما بيصح وطريقنا باين..
يا شبابنا نقيف نعاين)
شعب يكره (الخِب) ويعرفه فلا يستطيع مخادعته..
شعب ينشد اسلاميوه:
(جدد العزم وجنبني الكلام)..
ويغني يساريوه:
(ما تبقى رقراق)..
هو شعب لا شك يستحق الوضوح والاندماج وفترة انتقالية واتفاق إطاري ونهائي أفضل..
صحيفة الانتباهة