رغم تراجعه في نهاية العام… الدولار الرابح الأكبر في 2022
في آخر جلسة قبل بداية إجازات الأعياد أغلقت الأسهم الأوروبية واليابانية على خسارة، واستمر الذهب في خسارة بريقه كملاذ آمن وقت الأزمات، بسبب الارتفاعات المتتالية في سعر صرف الدولار الأميركي.
واتجهت أسهم أوروبا نحو إنهاء آخر جلسة تداول في عام مضطرب على انخفاض.
وانخفض المؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.4 في المئة في تعاملات ضعيفة بسبب موسم العطلات، في حين ألقت زيادة الإصابات بمرض كوفيد-19 في الصين بظلالها على توقعات ضبابية بالفعل للنمو العالمي.
ويتجه المؤشر صوب إنهاء العام منخفضاً 12.1 في المئة، في عام اتسم بتوترات جيوسياسية وتنامي المخاوف من الركود مع تشديد البنوك المركزية في أنحاء العالم للسياسة النقدية.
وانخفضت أسهم قطاع شركات السلع الفاخرة المنكشفة على الصين، ومنها “إل.في.إم.إتش” التي نزل سهمها 0.7 في المئة و”إيرميس” التي تراجع سهمها 1.4 في المئة.
وأثرت أسهم شركات الصناعة في المؤشر، ونزل مؤشرها الفرعي 0.4 في المئة في حين انخفضت أسهم التكنولوجيا 0.7 في المئة، متخلية عن بعض المكاسب الكبيرة التي حققتها في الجلسة السابقة.
وكانت أسهم التكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة صعدت الخميس لتسير على درب مكاسب نظيراتها في “وول ستريت”، بعد أن أشارت بيانات البطالة الأميركية إلى أن الرفع الحاد للفائدة الأميركية ربما يكون قد بدأ يؤثر سلباً في قوة سوق العمل.
الدولار القوي يأخذ هدنة من الصعود
وانخفض الدولار الجمعة، في آخر أيام التداول في 2022، لكن العملة الأميركية لا تزال في طريقها لتحقيق أكبر مكاسب سنوية منذ 2015.
وأظهرت البيانات الحكومية ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأميركية، مما يشير إلى أن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة بدأ يخفض الطلب على العمالة.
ومع تراجع السيولة بسبب العطلات، انخفض مؤشر الدولار بحوالى 0.3 في المئة إلى 103.720 .
ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة بواقع 425 نقطة أساس إجمالاً منذ مارس (آذار) في محاولة لكبح التضخم.
وفي مقابل سلة من العملات، ارتفع الدولار بنحو 8.4 في المئة في عام 2022، في أكبر قفزة سنوية له منذ سبع سنوات، لكنه تخلى عن بعض المكاسب في الأسابيع الأخيرة مع توقع المستثمرين انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة الأميركية العام المقبل.
وارتفع اليورو 0.2 في المئة الجمعة إلى 1.0681 دولار، ويتجه لتسجيل خسارة سنوية قدرها 6.2 في المئة في مقابل الدولار، مقارنة مع انخفاض بنسبة سبعة في المئة العام الماضي. وأدى ضعف النمو في منطقة اليورو، والحرب في أوكرانيا، وتشديد السياسة النقدية الأميركية إلى وضع اليورو تحت ضغط هذا العام.
وقالت عضو لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل الأسبوع الماضي إن البنك يجب أن يكون مستعداً لمواصلة رفع أسعار الفائدة، بما في ذلك بأكثر مما تتوقع السوق، إذا كان ذلك ضرورياً لخفض التضخم.
وانخفض الجنيه الاسترليني بنسبة 0.1 في المئة، ويتجه لخسارة سنوية بنسبة 11 في المئة.
وارتفع الدولار الأسترالي، الذي ينظر إليه على أنه مؤشر على الرغبة في المخاطرة، بنسبة 0.3 في المئة اليوم إلى 0.6796 دولار أميركي، لكنه في طريقه إلى تسجيل انخفاض بنسبة 6.5 في المئة عن العام بأكمله.
وانخفض الدولار الأميركي بنحو 0.9 في المئة في مقابل الين الياباني إلى 131.85 ين، واستقر الفرنك السويسري عند 0.92275 دولار.
الذهب يفقد بريقه للعام الثاني
استقرت أسعار الذهب الجمعة، لكنها تتجه لتكبد خسارة للعام الثاني على التوالي، إذ أضعف رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بشدة جاذبية السبائك التي لا تدر عوائد.
وارتفع الذهب في السوق الفورية 0.2 في المئة إلى 1818.19 دولار للأوقية (الأونصة)، وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المئة إلى 1824.30 دولار.
وقال إيليا سبيفاك مدير أبحاث الاقتصاد الكلي العالمي في تيستيتلايف “خلال معظم العام، تعرض الذهب لضغوط جراء تشديد مجلس الاحتياطي الاتحادي سياسته النقدية. ولكن بحلول نهاية العام، شهد بعض التعافي وحصل على طوق نجاة بسبب توقعات بأن المجلس قد يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة”.
ويتجه الذهب نحو انخفاض سنوي 0.5 في المئة، إذ كان الدولار الملاذ الآمن المفضل وسط الزيادات الضخمة في أسعار الفائدة، وحقق مؤشر الدولار أفضل أداء سنوي له منذ عام 2015، مما جعل الذهب باهظ الثمن لحاملي العملات الأخرى.
ومع ذلك ارتفعت أسعار الذهب بنحو 200 دولار تقريباً من أدنى مستوى في أكثر من عامين سجلته في سبتمبر (أيلول)، وهي في طريقها لتحقيق أفضل أداء فصلي منذ يونيو (حزيران) 2020، على أمل أن يبطئ البنك المركزي الأميركي وتيرة رفع أسعار الفائدة.
ورفع البنك أسعار الفائدة 50 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول) بعد أربع زيادات متتالية بواقع 75 نقطة أساس في كل مرة. وتزيد أسعار الفائدة المرتفعة من كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.
وقال سبيفاك “في عام 2023، ستشهد أسعار الذهب كثيراً من التقلبات لكنها لن تتحرك أبعد من ذلك بكثير لأنها ستكون عالقة بين الدولار القوي وانخفاض عوائد سندات الخزانة”.
وأضاف “إذا أصاب الركود الطلب الصناعي في عام 2023 فمن المرجح أن يعاني البلاتين والبلاديوم”.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في السوق الفورية 0.5 في المئة إلى 23.99 دولار، وزاد البلاتين 0.9 في المئة إلى 1063.63 دولار، فيما هبط البلاديوم 0.4 في المئة إلى 1807.53 دولار.
ويتجه كل من الفضة والبلاتين نحو ارتفاع سنوي، بينما يتجه البلاديوم لتكبد خسارة سنوية بأكثر من أربعة في المئة.
الأسهم اليابانية تسجل أول خسارة سنوية في 4 أعوام
تخلى المؤشر “نيكي” الياباني الجمعة عن مكاسبه المبكرة ليغلق على استقرار قبل عطلات بداية العام الجديد، وليسجل أول خسارة سنوية في أربعة أعوام.
واختتم المؤشر التداولات مستقراً عند 26094.50 نقطة، بعدما ارتفع 0.9 في المئة في وقت سابق من الجلسة مقتفياً أثر المكاسب التي شهدتها “وول ستريت” الليلة الماضية. وتراجع المؤشر 9.4 في المئة خلال العام مسجلاً أول خسارة سنوية منذ 2018.
كما عكس المؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً اتجاهه ليغلق على هبوط 0.19 في المئة عند 1891.71 نقطة، ولينهي العام على تراجع بخمسة في المئة في أول خسارة في أربع سنوات أيضاً.
ومن المقرر أن تستأنف السوق اليابانية التداولات يوم الأربعاء بعد عطلة رأس السنة الجديدة.
وصعد سهم “فاست ريتيلينج” المالكة للعلامة التجارية للملابس “يونيكلو” 1.94 في المئة وارتفع سهم مجموعة “سوفت بنك للاستثمار” في شركات التكنولوجيا 0.46 في المئة.
وزادت شركات الشحن 1.23 في المئة، وكانت الأفضل أداء من بين المؤشرات الفرعية البالغ عددها 33 في بورصة طوكيو.
ومن بين الأسهم المدرجة على المؤشر “نيكي” ارتفع 91 سهماً وتراجع 121، فيما استقر 13 من دون تغيير.
إندبندنت