كل أساطير كرة القدم لعبوا في أندية أوروبية، من رونالدو البرازيلي إلى دييغو مارادونا الأرجنتيني، باستثناء “الجوهرة السوداء”، بيليه، الذي رحل عن عالمنا الخميس، عن عمر ناهز 82 عاما.
وكان لافتا في مسيرة بيليه الرياضية التي امتدت بين عامي 1956 و1977، أنه لم يلعب لناد أوروبي قط، ومع ذلك تمكن من تحطيم الأرقام والوصول إلى عرش الكرة، حتى لُقب بـ”ملك كرة القدم”.
ولذلك لطالما شغل هذا السؤال بال الكثيرين: كيف للاعب هو الأعظم في التاريخ، من وجهة نظر الكثيرين، ألا يلعب في أوروبا حيث تزدهر أندية هذه الرياضة؟
يقول الإعلامي الرياضي شربل كريّم لـ”سكاي نيوز عربية” إن بيليه قضى معظم حياته في نادي سانتوس البرازيلي قبل انتقاله إلى نيويورك كوزموس الأميركي.
وأضاف كان بإمكانه الانتقال إلى أوروبا، لكن في تلك الفترة كانت الكرة البرازيلية والأميركية الجنوبية عالية المستوى.
ولم تكن الأموال التي تضخ في كرة القدم حينها مثل وقتنا الحاضر، وفق كريّم.
مفاوضات بلا نتيجة
لكن هذا ليس كل شيء، إذ حاولت بعض الأندية الفوز بخدمات بيليه، لكن المفاوضات بين الجانبين لم تصل إلى نتيجة، وخاصة بعد كأسي العالم 1958 و1962، عندما فاز بيليه في البطولتين مع “السامبا”.
وتقول وسائل إعلام أوروبية إن أندية مثل مانشستر يونايد الإنجليزي وفلنسيا الإسباني وبايرن ميونخ الألماني حاولوا استقطابه، لكن الاسم الأكثر ترددا في هذا المجال هو النادي الملكي: ريال مدريد.
ونُقل عن الراحل بيليه قوله: “لقد كانت هناك أوقات كثيرة أوشكت فيها على التوقيع (على اتفاق) مع ريال مدريد، ومرة أخرى كاد يحدث الأمر مع نابولي في إيطاليا”.
وأضاف: “هذا ليس ندما، إذ كنت في سانتوس، وفي ذلك الوقت كان النادي يمثل قوة كبيرة”.
وتابع النجم الذي حاز كأس العالم 3 مرات: “لم ألعب خارج البرازيل لأني كنت سعيدا للغاية في سانتوس، فقد قضيت أفضل 15-20 عاما هناك (في سانتوس)”.
ولفت إلى أنه “كانت هناك الكثير من المقترحات للعب في صفوف أندية، ليس ريال مدريد فقط، لكن كنت مرتاحا في سانتوس”.
ومثل نابولي، كان بيليه قريبا من الانتقال إلى أندية إيطالية أخرى مثل يوفنتوس وإنتر ميلان.
وفي عام 2018، قال المهاجم الراحل خلال تهنئة كريستيانو رونالدو البرتغالي عندما انتقل من ريال مدريد إلى يوفنتوس، بأنه كاد يرتدي قميص نادي “السيدة العجوز”.
وروى القصة أن رئيس شركة “فيات” الإيطالية عرض على رئيس نادي سانتوس عام 1961، مبلغ مليون دولار من أجل الانضمام إلى يوفنتوس، لكن الأمر لم يفض إلى شيء في النهاية.
وفي عام 1958، وقع تمرد بين أنصار نادي سانتوس، عندما اقترب إنتر ميلان من الوصول إلى اتفاق مع “الجوهرة السوداء”.
ومن أجل منع بيليه من الانضمام إلى أي ناد أجنبي، أعلن الرئيس البرازيلي الأسبق جانيو كوادروس، الذي حكم البلاد لعدة أشهر في عام 1961، أن بيليه كنز وطني.
وهذا يعني أنه لم يعد من الممكن “تصدير” بيليه إلى الخارج لعدة سنوات وهذا بالفعل ما حدث.
وظل بيليه يلعب في صفوف سانتوس البرازيلي حتى عام 1974، وفي العالم التالي انضم إلى نادي كوزموس الأميركي.
سكاي نيوز