صفاء الفحل تكتب: الدائرة الخبيثة

عند وفاة كبير اللصوص في العصر العباسى (أدهم بن عسقلة) ترك وصية لأتباعه اللصوص جاء فيها لا يسرقوا إمرأة ولا جاراً ولا نبيل الخلق ولا فقيهاً وإذا سرقتم بيتاً إسرقوا نصفه واتركوا النصف الآخر ليتعايش عليه أهله ولا تكونوا من الأنذال رحم الله ابن عسقلة فلقد خان وصيتك لصوص زماننا من الكيزان والارزقية وأكلوا اﻷخضر واليابس إلا من رحم الله
وقد تكرم السيد النائب العام باعادة مفاتيح السرقة للكيزان مرة اخرى باعادته كافة الجمعيات والمنظمات التي اسسها النظام السابق لتكون (الأنبوب) الذي تتغذي منه كافة الاعمال المشبوهة والذي من خلاله تمر كافة الأموال المسروقة لتصب في جيوب الهتيفة والنتيفة وارازل القوم الذين يفعلون كل (الموبقات) باسم الدين لاستمرار السيطرة الكيزانية على مقاليد الحكم وكانوا الرئة (الخبيثة) الغير مرئية التي يتنفس بها طوال ثلاثين عاماً.

حلقة متكاملة من السيطرة والسرقة وترابط غريب بين الكثير من الخيوط فقد صنع النظام الكيزاني ما يسمى الوحدات التنظيمية والجهادية داخل المؤسسات الحكومية يتم تمويلها من منظمات وهمية تعتمد على التمويل الحكومي من ذات الوزارات والمؤسسات الحكومية بينما تعمل الوحدة التنظيمية لاستقطاب ضعاف النفوس والجبناء للمؤتمر اللاوطني بينما تعمل الوحدة الجهادية على تجنيد الضعفاء باسم الدين بحيث تعمل كافة المؤسسات الحكومية على تمويل المؤتمر اللاوطني من أموال الدولة و(بالقانون) دون ان تدري او قد تدري .

ونرجو الا يعتقد السيد النائب العام ان باعادته لاصول وممتلكات وأموال تلك الجمعيات والمنظمات بأن تلك الدائرة الخبيثة يمكنها الدوران مرة أخرى فقد انكشف أمر قيادات الوحدات الجهادية والتنظيمية داخل كافة المؤسسات الحكومية حتي أنهم صاروا مضطهدين ومنكمشين علي أنفسهم وتلك المنظمات والجمعيات لن تجد التمويل مرة أخرى من داخل المؤسسات الحكومية ولكن علي كل حال كان للنائب العام أجر المحاولة.
قرار اعادة الأصول والأموال (المنهوبة) لتلك المنظمات يحتاج فعلاً لبعض المراجعات وعلى رأسها منظمة الشهيد التي تستحوذ على كافة الحدائق العامة بالبلاد وهي بعيدة عن رقابة ديوان المراحع العام وتحويل كافة أصولها لمنظمة شهداء وجرحي الثورة فهم الشهداء الحقيقيين .. وإلا فإنها لم تسقط بعد…
والثورة مستمرة.
والمجد والخلود لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version