(1) لم يخرج الشعب السوداني أفراداً وجماعات في ثورة عظيمة ضد الفساد والمفسدين وضد المحسوبية والانتهازية سياسية أو اجتماعية ويقدم الأرواح والانفس والدماء الا لينال حريته وكرامته وسلامه وعدالته ، فهو غامر فى شرف عظيم ولن يقنع بغير النجوم إذا هو لم يخرج من جب النظام البائد ليقع في مستنقع قادة حركات الكفاح المسلح.
(2) نعم نعرف أن الحكمة تقول (لا تصدق كل ما تراه عيناك) وتحديداً فى زمان الميديا الحديثة ، فقد جاء فى باب أخبار الاستثمار و المعمار صور لمنازل فخيمة ومبنية على طراز رفيع ، وأنها تتبع أو ملك لبعض قادة حركات الكفاح المسلح الذين لم يخرج حتى الساعة أحدهم وينفي ذلك الخبر ولكن ما علينا..
(3) وفى الدول المتحضرة وذات التاريخ الديمقراطي العريق لدى شعوبهم الحق الكامل في معرفة كل ماتنفقه حكوماتهم ويحاسبونها على الصغيرة والكبيرة يسألونها من أين اكتسبت الأموال وفيما انفقتها؟ بل يذهبون أبعد من ذلك فهم لهم حق معرفة المقدرات المالية لكل مسؤول بل وأيضاً لمن يعولهم ولاقاربه وكل شيء مسجل بالقانون ومشفوع باقرار مالي من أدنى مسوؤل وإلى أكبر رأس في الدولة.
(4) ولكن نحن (انظر للشعب السوداني وتزاحمهم أمام دواوين الزكاة وأمام مراكز التأمين الصحي والمستشفيات الحكومية كأنه شعب مديون للعذاب) في الدول الغير متحضرة وليس لها في الديمقراطية نصيب.محرم علينا أن نسأل أي مسؤول حديث العهد بالمنصب ومستجد نعمة محرم علينا سؤاله عن النعمة التي هبطت عليه بـ(البارشوت) وفي غمضة عين هل تحصل عليها (وراثة أم دراسة)؟ وحتى أذا ذهبت تسأل عن ذلك فإنهم سيتهمونك بانك(زول حاقد ساكت) أو ستجد التجاهل التام ، ولن يلتفتوا الحاقدين امثالكم ، وخير مثال فقد كتبت الزميلة صفاء الفحل وعبر زاويتها المقرؤة(عصب الشارع) عن حاتم الطائي السوداني ،أي السيد دكتور جبريل ابراهيم وزير مالية السلطة الإنقلابية الذي وفي الشهر الواحد يذبح ثلاثين خروفا(الكترابا الشيء شنو كما يقول جدي)!! فهل يعلم السيد جبريل أن فطاحلة الجزارين ونظراً لتناقص القوة الشرائية للمواطنين أوعزوفهم عن أكل اللحوم أصبح الجزارين يذبحون في الأسبوع (خروفين تلاته)! يحدث كل هذا لعدم وجود شفافية ونزاهة وقبل كل ذلك لعدم وجود ضمير حي يحاسب أي مسؤول على كل صغيرة وكبيرة.ويقلق منامه.
(5) .فالضمائر الخربة والاخرى التي ران على اقفالها السواد ،لا تريد أي حكم له علاقة بالنزاهة والشفافية والمحاسبة وهولاء أصحاب تلك الضمائر ألا يعلمون أنه مر على هذا القصر قصر الشعب رجال افذاذ، مهما اختفل الناس حولهم فانهم لا يختلفون على عفة أيديهم وعظمة نفوسهم وترفعهم عن أكل المال العام ، ولنا فى ذلك أسوة حسنة من لدن الزعيم الازهري والرئيس الأسبق جعفر النميري وغيرهم كثير.
(6) فكل ما قيل وما سيقال عن قادة حركات الكفاح المسلح من نقد وهجاء يؤكد أن اتفاقية جوبا لسلام السودان لم يتحقق منها إلا بند الثروة فقط!!.اما باقي البنود الأخرى فلا أحد يستعجل لتحقيقها وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم. ……
صحيفة الجريدة