صفاء الفحل تكتب: (حاء) الوالي

ما يعحبني في السيد والي ولاية الخرطوم بأنه يعرف تماماً ماذا يقول رغم أنه يعرف بأن كل احاديثه عبارة هباءا منثوراً وأنه لا يستطيع فعل شيء والبلاد ترزح تحت قبضة الانقلاب البرهاني الذي أوقف كل الدعومات الخارجية وشل كل الوزارات وأغرق البلاد في مشاكل لا حصر لها و(الحاء) التي تسبق كافة احاديثه ليس لها ما بعدها ولكنه لايملك غيرها في ظل الاوضاع الحالية.

الوالي الذي يقترب كل مره من الصياح (دعوني أعيش) وهو يمثل دور الحمل الوديع يحمل ذرات الخبث الكيزاني داخله في اختيار مؤتمراته الصحفية متزامنة مع واحدة من المليونيات كما فعل ظهر امس وهو يعلم في دواخله بانه يجلس علي كرسي (أقذر) عاصمة في العالم يظل يوزع الاماني الوردية على الجميع ويصنع أحلاماً هو نفسه على قناعة أنها لن تتحقق مالم ينزاح عن صدر الوطن كل ما يتعلق بانقلاب اللجنة الأمنية وهو جزء منه

ولن نتحدث عن إنجازاته خلال الفترة التي تولى فيها قيادة عاصمة لاتهدأ أبداً فهي أساساً غير موجودة وهو يعلم ذلك ويمكن القول بأن الإنجاز الوحيد الذي نجح فيه هو زراعة الأمل بان غداً يمكن أن يكون أفضل وقد سافر الى تركيا لنقل تجربة (حكومة اسطنبول) لتطبيقها على الخرطوم له الشكر على هذا (الإنجاز المستحيل) .

الوالي الذي (ح) يكمل كبري الدباسين و(ح) يعيد رصف شوارع الخرطوم ونظافتها والكثير من (الحاءات) الأخرى من الخير له أن (يصمت) فقد صار الجميع يعلم بانه ما (ح) ينجز تلك العهود التي يطلقها كل صباح.

الخرطوم تضيق بأهلها والسيد والينا الهمام يتوسع في احلامه رغم أن الجميع ينتظر منه حلم واحد هو إيقاف(الجبايات) التي أرهقت كاهل المواطن حيث يضعها التجار على السلع فتزيد المعاناة عليه حتي صارت الأوضاع لاتطاق وان يكتفي بالجلوس في مكتبه ويستمتع فنحن ايضا نستمتع علي طريقة رئيس (السافاك) او جهاز الأمن الإيراني في عهد الشاه فقد عاد من المطار وقام بقتل كل السجناء السياسيين بعد نجاح الثورة الايرانية وهو يطلق مقولته الشهيرة اذا لم يكن باستطاعة المرأة منع الاغتصاب فمن الخير لها ان تستلقي وتستمتع ونحن نستمتع اليوم باغتصاب خيراتنا بعد ان صرنا عاجزين عن تحقيق احلام والينا اللامعقولة في ظل حكم (ملالي) السودان
والثورة ستظل مستمرة ورغم ذاك.
وأرواح الشهداء امانة ستظل في اعناقنا.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version