ما مصدر الدهشة او المعلومة الجديدة في اقوال المخلوع البشير بانه هو قائد انقلاب الثلاثين من يونيو حتى يحتفي به الكيزان بهذه الصورة الهيسترية الا اذا ما كانوا خايفين من ان ينكر مشاركته فيه كما فعل اللذين سبقوه امثال يوسف عبدالفتاح والطيب سيخة واحمد الجاز وغيرهم فكانت مفاجاة لهم ان يقول الحقيقة وهو الشهير بالكذب رغم ان حتى في هذه الحقيقة البديهية قد وضع (طرطورا) في المواجهة بينما فعل الكيزان كل شيء (خلفه) وهو يرقص او كما قال الترابي في حديثة علي قناة الجزيرة أنهم جاؤا به من الجنوب و(حفظوه) البيان الأول ثم قيل له اذهب الى القصر رئيسا وسأذهب الي السجن حبيسا مع الضحكة الخبيثة كالعادة.
ولو ان المخلوع اعتقد بانه وباقواله تلك انه قد حمل (الشيلة) وحده يكون كالعادة في منتهى السذاجة كما عهدناه فتاريخ الانقلاب الكيزاني معروف ومحفوظ تماما لدى كل السودانيين ولا يحتاج منه لتمثيل تلك البطولة الزائفة ولن يغير ذلك في دور كل من شارك في ذلك الانقلاب المشئوم وجميعنا يعلم بان المحكمة الحالية عبارة عن (مسرحية) لكسب الزمن وان العدالة لن تتحقق بوجود (اللجنة الأمنية) القابضة على مفاصل الحكم وان هذا الإعتراف ما هو الا واحدا من فصولها السخيفة.
السذاجة التي تعامل بها هذا البطل الهمام أسد أفريقيا الجسور والقائد الملهم وسوبرمان عصره هي نفسها التي ظل يتعامل بها مع الشعب السوداني طوال فترة حكمه بان يجعلنا نصدق بانه قد قام بانقلاب الثلاثين من يونيو (وحده) فأعضاء مجلس الثورة المفترضين كانوا عباره عن كومبارس والجبهة الإسلامية لم يكن لها دور ولم تشارك فيه وانه طوال ثلاثين عاما ظل يدير أمور البلاد وحده وهو اعتراف صريح بان من كل شارك في تلك الفترة كان عبارة عن مرتزق ارزقي .. وحقيقة ان من امن العقاب اساء الادب..
ورغم ذلك نحن أكثر الناس سعادة (بهضربة) المخلوع الاخيرة امام المحكمة فقد اثبت انه وصل مرحلة من اليأس والانهيار جعلته يتحدي القضاة بانهم لن يستطيعوا فعل شيء له حتي ولو اعترف وهذه حقيقة معلومة من خلال (الاتفاق السري) الذي بموجبه سلم السلطة للبرهان لاستمرار الدكتاتورية العسكرية وانه بهذه الطريقة بدء في إفشاء أسرار ذلك الاتفاق تدريجيا وهي مرحلة اسوء من حكم الإعدام ان يظل يتعذب بما اقترفت يداه ونحن على قناعة بان ما يجري من محاكمات ماهي الا عبارة عن تخدير للشعب ولكن الله العدل حاكمه في الدنيا بهذه (الهلاويس) قبل العذاب الذي ينتظره وهو بين يدي العدل القدير.
والثورة ستظل مستمرة.
والقصاص امر حتمي لابد منه.
صحيفة الجريدة