محمد عبد الماجد يكتب: ميسي انتصر للمنطق والسلمية والمدنية

(1)

كان لا بد للكرة ان تستسلم للمنطق وان تنصف لاعباً في قيمة (لونيل ميسي) ليفوز ببطولة كأس العالم اخيراً.
اللقب الذي عجز (ميسي) ان يحققه وهو شاب في قمة العطاء عندما كان يتدفق سحراً ويجعل الملاعب تثمر (الاهداف) .. يحقق ميسي اللقب اخيراً وهو في مرحلة (شيخوخة) الملاعب.
لم يكن ينقص (ميسي) شيء غير ان يفوز بلقب (كأس العالم) – لو لم يحققه .. كانت كل القابه سوف تضيع سدى.
نعم استسلمت (الكرة) اخيراً وشهدت لميسي ليأتي العطاء ممن تملك لمن يستحق.
كنا سنقول عن الكرة انها (مجنونة) وليس لها ضمان .. الآن نقول عن الكرة انها (عاقلة) ، تتمتع بالوفاء والإخلاص وهي تنصف (ميسي).
بطولة كأس العالم كانت تحتاج الى ان تميز (كأسها) بان يرفعه لونيل ميسي .. كان (اللقب) سوف يفقد كثيراً لو لم يفز به ميسي.
لذلك نقول كأس العالم فاز بميسي .. مبروك للكأس هذا الشرف.
(2)

احسبها (سياسياً) ان فوز الارجنتين ببطولة كأس العالم وحصول ميسي على اللقب هو فوز للمدنية والسلمية والمنطق.
المنتخب الفرنسي يلعب بطريقة (عسكرية).. تأثير نابليون بونابرت على لاعبي المنتخب الفرنسي يبدو واضحاً .. رغم ان معظم عناصر المنتخب الفرنسي من اصول افريقية.
الالتحامات القوية – عدم الاستسلام – الروح القتالية – المباغتة – كل هذه الاشياء من صفات (العسكر) وقد جسدها المنتخب الفرنسي في نهائي بطولة كأس العالم امس.
المنتخب الارجنتيني يمكن ان نعتبره صاحب اداء (مدني) .. اذ يتميز اداء المنتخب الارجنتيني بالإبداع والروعة والفن.
اصنف منتخبات مثل الارجنتين والبرازيل وهولندا واسبانيا والبرتغال بالمنتخبات (المدنية).. بينما اصنف فرنسا والمانيا وانجلترا بالمنتخبات (العسكرية).
لذلك انتصار الارجنتين وفوزها ببطولة كأس العالم ليلاقي جيل ماردونا جيل ميسي هو انتصار للمدنية – انتصار للسلمية التى تجسدت في اداء المنتخب الارجنتيني.
كنا في حاجة الى هذا الانتصار الذي تمثل فيه صمود المنتخب الارجنتيني بعد ان فقد تقدمه الذي كان بهدفين دون رد .. ثم جاء وتقدم للمرة الثالثة ليدرك المنتخب الفرنسي التعادل في وقت محرج. مع ذلك عاد المنتخب الارجنتيني وفاز عن طريق ضربات (الحظ) بعد ان كان (الحظ) ضده على امتداد (120) دقيقة.
نعم انصفتنا كرة القدم اخيرا.ً
(3)

جميل ان فوز المنتخب الارجنتيني ببطولة كأس العالم يأتي في توقيت والسودان يحتفل فيه بثورة ديسمبر المجيدة.
في 19 ديسمبر .. لم يكن صدفة ان نكتب عن الانتصار والعبور.
سوف تنتصر الثورة وتعبر وان كان ذلك عبر الضربات الترجيحية ان تأجل الحسم في الزمن الرسمي والزمن الاضافي.
الحظ سوف ينصفنا اخيراً.
الثورة السودانية فيها الف ميسي وميسي.
(4)

بغم
كان يمكن لبطولة كأس العالم ان تفقد روعتها ونكهتها لو لم تستحب الكرة لميسي وتمنحه اللقب.
الفرنسيون يريدون ان يفوزوا ببطولة فعلوا من اجلها كل شيء بما في ذلك تجنيس كل المواهب الافريقية.
لو كانت في كرة القدم (عنصرية) لشجعنا المنتخب الفرنسي الذي يمثلنا عناصره.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version