عمار العركي
* أسدل الستار عن نهاية العرس الكروي العالمي الاستثنائي الذي استضافته دوحة العرب خلال شهر كامل امتد منذ العشرين من نوفمبر الماضي، شهد العالم بأثره أمتع وأغرب وأجمل محفل كروي يمر على العالم منذ تأسيس المسابقة جسَّدت فيه قطر المعنى الحقيقي
للإنسانية والكرم والحرية البعيدة عن الابتزال، وعرف فيه العالم الآخر الأصالة والمعنى الحقيقي للإسلام و العروبة .
وحفل المهرجان الكروي بالعديد من المفاجآت الكروية والاجتماعية و الإنسانية، اتسعت فيه مساحة قطر رغم صغرها، لاستضافة الملايين من عشاق المستديرة في جميع أنحاء العالم ونالت قطر جراء التنظيم الخرافي، منذ انطلاقة العرس ، رغم خروج منتخبها في وقت مبكر. حافظت على القيم السمحة وقدَّمت للعالم الصورة والمعنى الحقيقي لقيم السماحة والتسامح والفن والرقي العربي الإسلامي الأصيل في نسخته الأصلية غير المشوَّهة بالتعصب و الغلو الهمجي .
* رغم الصعاب ومحاولات وضع المتاريس والعوائق والمخططات من قبل دول وأشخاص بدأت حملتها منذ لحظة إختيار قطر كدولة منظمة للمناسبة قبل 12 عاما ، وحتى لحظة تتويج البطل ، ولكن تمكنت القيادة القطرية من اجتياز الامتحان بدرجة الامتياز مستخدمة ( فكر وعبقربة وذكاء ) أحالت به كل المكائد والمخططات الى نجاحات ، واضعة اسمها بماء الذهب سِفر الذاكرة العالمية عصية على النسيان كدولة صغيرة ، ذات مواقف ومبادئ كبيرة.
* كانت فرصة مثالية لإبراز ما تزخر به دولة قطر ودول العالم العربي قاطبة من قدرات وإمكانات وتقاليد وعادات وثقافة عريقة، حيث قدَّمت قطر، باعتبارها ممثلة للعالم العربي والمنطقة ككل في تنظيم هذا الحدث العالمي للمرة الأولى في الشرق الأوسط، أجمل وأبهى صورة وتمكنت من استثمار قوة ونفوذ وشعبية كرة القدم في لفت إنتباه العالم الى جانب مجهول او مشوش لديه في الكرة الأرضية .
* إعادة قراءة وتحليل الحكاية منذ بدايتها وحتى نهايتها بمضامين رسائلها ودروسها والعبر المستفادة منها يحتاج الى مقالات او لربما مجلد ، ولكن كم كان الامير تميم (ذكياٌ) ويلخص الحكاية في عباية، يختتم بها الحفل العالمى بأن يقلدها كابتن الارجنتين (ميسى) ويسدلها عليه مخفيا (قميص) ميسي الذي يحمل شعار بلاده ، فشدت (العباية) وبما تحمله من رمزية قيم ومبادئ وتاريخ أمة ذات هوية عربية اسلامية ثقافية أنظار مليارات العيون جمبا الى جمب الكاس الذهبي ، وكأن قطر تريد القول ، تقليد الكاس اعلان النهاية ، وفي اسدال العباية بداية الحكاية.
صحيفة الانتباهة