إبراهيم عثمان: النص لهم .. والتأويل أيضاً
يخدع نفسه من يكذب شرح قحت المركزي و يصدِّق تأويل البرهان لنصوص الدستور والإعلان السياسي والاتفاق الإطاري، ونفيه للتراتبية والإقصاء :
▪️ لأن الصريح الذي تسرب من وثائق المركزي، ولا يحتاج إلى تأويل، يطابق تصريحات المركزي لا تأويلات البرهان ..
▪️ ولأن أصحاب النصوص دائماً – سودانيين وأجانب – حأدرى بمضامينها ومقاصدها من الشُرَّاح وكُتَّاب الهوامش .
▪️ ولأنهم – هم لا البرهان – الذين سيترجمون النصوص إلى أفعال بعد اكتمال عملية التسليم والتسلم !
▪️ ولأن البرهان قد عجز عن حمايه نفسه من التراتبية أثناء التفاوض، ومن الإقصاء من الحكم، فهو عن حماية غيره أعجز ..
▪️ولأن اتفاق التسليم والتسلم جعل أبلغ وأصدق ما يمكن أن يقوله البرهان للمقصيين هو : اقتدوا بي وسلّْموا، فربما تسلموا !
▪️ ولأن الشارح البرهان بتأويلاته قد أبعد النجعة إلى الحد الذي جعل العرَّاب عرمان أحد أهم كاتبي/مترجمي نصوص الاتفاق يعتبر كلامه ردةً عن الاتفاق .
▪️ ولأن السبب الأرجح لصمت بقية زملاء عرمان ليس هو قناعتهم بصحة تأويلات البرهان
وإنما هو ظنهم، أو يقينهم، بأن حديثه لا يزيد عن مجرد تخدير لمن يهمهم ويهمه تخديرهم ..
▪️ ولأن البداهة تقول إن التجمُّل بالكلام والنصوص المكتوبة عادةً يكون أسهل من التجمُّل بالأفعال، وأن النصوص عادةً كثر جمالاً من ترجمتها العملية، فإذا احتشدت نصوصهم بالقبائح فإن الترجمة العملية سوف تكون أكثر احتشاداً وقبحاً .
▪️ ولأن السوابق تثبت أن تفسير قحت المركزي هو الذي يسود في النهاية، فتفسيرها لما حدث في ٢٥ أكتوبر هو الذي تم اعتماده من العسكريين، وكذلك تفسيرها “للتوافق”، ونوع التفاوض المطلوب .
▪️ ولأن التراتبية تخص – أساساً – المسموح لهم بالمشاركة في العملية السياسية، أما الآخرين فلهم الإقصاء الصريح، والدوس أيضاً ..
▪️ ولأنه لا يخالف الفطرة ويرفض المستسلمين المهرولين إليه إلا الصغار الخائفين فعلاً من ( الإغراق ) والمشغولين بالكيكة ولا شيء غير الكيكة ..
إبراهيم عثمان