ذكرى الثورة ستقطع عشم الفلول في العودة
الإطاري لن يصمد طويلًا وسيتساقط كحبات السبحة
الاتفاق لم يحصل على سند شعبي وانعزال قوى الثورة يجعله في مهب الريح
المقصود بهذه العبارة (…) إقحام الفلول في ترتيبات المرحلة الانتقالية
هذا الفعل (…) سيقود لإجهاض الثورة
كيف لمثل هؤلاء أن يكونوا جزءاً من ترتيبات الانتقال
يصادف اليوم (الاثنين) الذكرى الرابعة لاندلاع شرارة الثورة قي (19) ديسمبر 2018، التي مهدَّت للإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير، في أبريل من العام 2019.. حيث تفجرت الثورة في مدينة عطبرة عبر احتجاجات طلابية ضد غلاء الأسعار وندرة الخبز، وتوسعت إلى مدن أخرى، ليرتفع سقف المطالب لإسقاط نظام البشير.
وعقب مضي (4) أعوام، على الثورة، جرت مياه كثيرة تحت الجسر عقب أول حكومة للثورة برئاسة عبدالله حمدوك التي أفضت شراكتها مع العكسر عقب قرارات (25) أكتوبر 2021م .. وفي غضون ذلك خلال الفترة الماضية تمكن السودان من كسر العزلة الدولية، بالخروج من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وتحقيق السلام الداخلي.. فيما أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء اليوم عطلة رسمية بمناسبة ذكرى الثورة.
على ضوء ذلك ولمعرفة جوانب الذكرى خلال الأعوام تداعياتها ومآلاتها، بجانب الموقف من الاتفاق الإطاري، استنطقت (الصيحة) القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي، وعضو مجلس السيادة السابق البروفيسور صديق تاور، إلى مضابط الحوار.
بروف تاور اليوم تمر علينا ذكرى 19 ديسمبر .. الاحتفاء والدلالات؟
ذكرى انتفاضة ديسمبر المجيدة هي مناسبة لتجديد الوفاء للشهداء و المصابين والضحايا وأسرهم بالالتزام بالأهداف الوطنية الكبيرة التي ضحوا من أجلها.. و تنشيط ذاكرة الثائرات والثوار بمنصة الانطلاق الأولى.. وإعادة الاعتبار لأجندة الثورة ومشروعها الوطني النبيل.
برأيك هل سيتغيَّر المشهد خلال الذكرى المجيدة؟
هذه الذكرى ستعيد استعدال ميزان القوى لوضعه الطبيعي إلى جانب قوى الثورة، وتكشف من جديد عزلة الانقلاب و أنصاره وتقطع عشم الفلول في العودة عبر بوابة الانقلاب أو بوابة التسوية. خاصة وأنها قد ارتبطت بمجازر الانقلابيين قبل عام منها.
الذكرى الرابعة ماهو عنوانها الرئيس؟
العنوان الأساسي لذكرى الثورة هو ضد التسوية وإسقاطها من خلال الحراك الجماهيري.
الوضع يشهد مزيداً من التعقيد سيما بعد توقيع الاتفاق الإطاري؟
التوقيع على ما عرف بالاتفاق الإطاري أحدث إرباكاً في المشهد السياسي لعدة أسباب أهمها: أنه خلط الأوراق في الوضع السياسي بحيث تداخلت الخنادق ما بين أطراف محسوبة على قوى الثورة و أخرى هم أعداء للثورة ومشروعها الوطني.. ما بين الذين ظلوا يقدِّمون التضحيات ضد الديكتاتورية والاستبداد و ما بين أنصار الاستبداد وأعداء الديموقراطية.. هذا خلط مربك بالتأكيد لقطاع واسع من الناس ويحتاج لزمن ليس بالضرورة أن يكون طويلًا لكيما تتكشف الصورة الحقيقية.. ثانياً الاتفاق تم بمعزل عن قوى الثورة الحقيقية وتم بشكل فوقي متعجِّل .. لذلك لم يتوفر له السند الشعبي. خاصة وأن الطرف الأساسي فيه عرف بمعاداة الثورة منذ أبريل ٢٠١٩م، وبعدم التزامه بأي وعود يقطعها.
بروف تاور هل يسهم الاتفاق في التوافق السياسي؟
بالطريقة التي تم بها وعدم حصوله على سند شعبي، فقد تباعدت المسافة بين الموقعين وأغلب قطاعات الشعب السوداني.. كما أن انعزال قوى الثورة عن هذا الاتفاق يجعله في مهب الريح، مع تصريحات البرهان ورسائله التي ظل يقدِّمها من منصاته العسكرية.
هل يصمد الإطاري في ظل مقاطعة قوى مؤثرة؟
بتقديرنا أن الاتفاق الإطاري لن يصمد طويلًا، وسوف يتساقط كحبات السبحة لأنه مغرق عن عمد بقوى ليس من أولوياتها التحوُّل المدني الديموقراطي.
ما يحدث الآن يمثل تراجعاً عن أهداف الثورة أم مطلوبات مرحلة؟
بالتأكيد عندما يتوارى أي من أجندة الثورة الأساسية عن أي مشروع للحل فإن ذلك سيقود لإجهاض الثورة وإفراغ التغيير من مضمونه الثوري.. أجندة مثل السلطة المدنية التي تشمل سلطاتها جميع المؤسسات بلا استثناء.. وتفكيك نظام التمكين الإسلاموي من مفاصل الدولة.. و إصلاح التشريعات والقوانين و المؤسسات.. ومحاربة الفساد و محاكمته..وتطبيق العدالة على منتهكي حقوق الشعب في المواطنة والتعبير.. إلخ.. هذه أجندة اندلعت الثورة لأجلها و لكي تراها أمرًا واقعاً وليس حديثاً خلف الشاشات والميكرفونات.
بروف تاور ما تشهده الساحة برأيك هو إقصاء أم عدم ثقة؟
عبارة عدم الإقصاء المقصود بها إقحام الفلول وأعداء التحوُّل الديمووقراطي في ترتيبات المرحلة الانتقالية حتى يعوقوا التغيير ويفرغوه من مضامينه الثورية. كيف نريد أنصار النظام الذي اندلعت ضده الثورة، ومن وضع العراقيل أمام السلطة الانتقالية بقفل الميناء و قطع الطريق القومي مثلًا و يفتخر بأنه أسقط السلطة المدنية لصالح العسكرية، أو من هيأ للانقلاب وناصره وسنده .. كيف لمثل هؤلاء أن يكونوا جزءاً من ترتيبات الانتقال.
رؤية حزب البعث لحل الأزمة؟
حزب البعث لديه رؤية مكتوبة ومنشورة تحت عنوان رؤية الحد الأدنى.. حدد فيها نظرته لكيفية مجابهة الانقلاب وتحديات ما بعد سقوط الانقلاب أو إسقاطه.. تتمحور حول بناء إطار تنسيقي واسع يضم المناهضين للانقلاب وفق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.. على مختلف الأصعدة.. السياسية والاقتصادية و الدبلوماسية و القانونية.. إلخ. تنطلق من حشد الطاقات الوطنية وتوظيفها لمصلحة القطاع الأوسع من جماهير الشعب السوداني.
حوار: صبري جبور
صحيفة الصيحة