احمد يوسف التاي يكتب: وصلنا مربط الفرس ودخلنا بيت القصيد
(1)
بدا واضحاً أن السيد البرهان لم يخيب ظننا أبداَ، فقد ظننا ظن السوء بالرجل عشية التوقيع على الإتفاق الإطاري الذي التزم من خلاله المكون العسكري بقيادة البرهان بتشكيل حكومة مدنية يصبح رئيسها قائداً عامًا للقوات المسلحة…قلنا وقتها أن الإتفاق يبشر باستقرار سياسي بالبلاد وفيه دعم لأهداف الثورة وتعزيزلتوجهاتها ، وداعم بشكل أساسي لتحول السلطة إلى سلطة مدنية كاملة غير منقوصة وقلنا أن مربط الفرس وبيت القصيد سيكونان الإالتزام بتنفيذ الإتفاق في الذهن كان احتمالية تنصل المكون العسكري والسيد البرهان عن الإتفاق ، وقد حدث ضمنيا الذي كنا نخشاه ..
(2)
قبل أن يجف الحبرالذي كتب به الإتفاق ،عاد البرهان ليؤكد بأن الجيش لن يعمل تحت إمرة حكومة مدنية ما لم تكن منتخبة، (خُد عنك وقول واحد … يا أخونّا انتخابات هسي كيف دي ما سمعنا بيها خالص ) فهل يا ترى أنهم كانوا يجهلون حين وقعوا على الإتفاق أنه لا توجد حكومة إنتقالية في العالم تأتي عبر الإنتخابات..فقد ربط السيد البرهان الاتفاق النهائي بموافقة الجيش وعدم إقصاء أي جهة وعدم المساس بما سماه “ثوابت الوطن”..
(3)
فق جاء حديث رئيس مجلس السيادة الأربعاء الماضي خلال احتفالية بأحد المواقع العسكرية شمال الخرطوم يحمل كثيرا من إشارات التنصل عن الإتفاق ، فقد حملت تصريحاته غير المطمئنة التشكيك في وصف ما تم التوقيع إذ نفى وجود تسوية بــ (المعنى الذي فهمه البعض) ، ربما يريد الرجل إرسال رسائل لتطمين منتسبي القوات المسلحة من الذين أثاروا جدلا كثيفا حول الإتفاق الذي سحب البساط من المؤسسة العسكرية التي تهيمن على على كثير من المؤسسات الإقتصادية والسلطوية …أو ربما هو التنصل بعينة وبدون أية رتوش، ومع ذلك نقول أن الأيام القليلة المقبلة كفيلة بإظهار الحقيقة عارية مجردة تماما من أية ملابس..
(4)
السيد البرهان قال أن القوات المسلحة لن توافق في مرحلة الاتفاق النهائي للعملية السياسية الجارية على أي بنود يمكن يمكن أن تنال من ثوابت الوطن…وهنا أيضا توجد منطقة جدلية حساسة وغامضة ومثيرة للجدل تفضحها الأسئلة المشروعة الآتية : ما هي الثوابت الوطنية؟ ، ومامدى الإتفاق حولها؟ وما مفهومها؟ وهل من الثوابت الوطنية استمرار السلطة بيد المكون العسكري تحت لافتة الحفاظ على الأمن؟ وهل من الثوابت عدم المساس بإستثمارات الجيش والأمن والشرطة وإخضاعها لولاية وزارة المالية… اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة :
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك فيكل حين.
صحيفة الانتباهة