لماذا لا ينتهي أبدًا شعورنا بالاستياء وعدم الرضا؟

أن تكون الأفراح قصيرة العمر فالعلاقة هنا مرتبطة أكثر بالتجربة النفسية أكثر من ارتباطها بالتطور السريع لأحداث الحياة. في هذا التقرير نخبرك بالسبب الحقيقي وراء قصر مدة الفرح.

كلنا نمرّ بتجربة التكيف مع اللذة، وهذا يعني أننا سرعان ما نتعود على انفعالاتنا بحيث أنها تفقد قوتها المهيمنة. فهذه العملية متورطة بشكل مباشر مع كوننا نشعر بقدر من السعادة أو أنّ السعادة تستمر لفترة قصيرة.

علاوة على ذلك، فإن لهذا الشعور علاقة كبيرة بكيفية تفاعل دماغنا مع أحداث الحياة المختلفة، أو على سبيل المثال مع الطريقة التي ننظم بها جدول أعمالنا.

إذا لم نتكيف مع أحداث الحياة الإيجابية أو السلبية فمن المحتمل أن نشعر بالارتباك الشديد إلى حد شعورنا بعدم القدرة على العمل والحركة
إضافة الى ذلك، فإن التكيف مع اللذة مسؤول أيضًا، على سبيل المثال، عن كوننا نقضي الوقت في كره طعامٍ بعينه نكون قد اعتدنا على حبه ولكننا أفرطنا في تناوله. كما أن التكيف مع اللذة مسؤول أيضًا عن كون أنّ فرحة زيادة الراتب أو تحسين في ظروف العمل أو تهنئة من رئيسنا لا تدوم إلا قليلًا جدًا مقارنة بالوقت الذي كنا نقضيه في انتظار كل ذلك.

ما سبق ذكره أعلاه سيثير بالتأكيد سيلًا من الأسئلة، لكن السؤال الأول بالتأكيد هو التالي: ما هو التكيف مع اللذة؟

ما هو التكيف مع اللذة؟

إنها الظاهرة النفسية التي يتكيف بها البشر بسرعة مع الأحداث الإيجابية أو السلبية، وبالتالي يكفون عن استخلاص اللذة أو الألم منها.

لماذا لا ينتهي أبدًا شعورنا بالاستياء وعدم الرضا؟
دراسة تكشف عجز البشر عن تمييز صرخات الفرح والحزن
هذا التكيف قد يحدث بسرعة نسبيًا، لذلك قد ينتقل للناس من الشعور بسعادة كبيرة إلى سعادة معتدلة، أو من ألمٍ شديد إلى انزعاج معتدل، في فترة زمنية قصيرة نسبيًا.

ووفقًا للتقرير الذي نشره موقع nospensees الفرنسي، يوم الجمعة، بشأن العديد من النظريات حول سبب حدوث التكيف مع اللذة. فإن أحد أكثرها شيوعًا هو أنه تكيّف تطوري يساعد البشر على التأقلم مع أحداث الحياة الصعبة. خلافًا لذلك إذا لم نتكيف مع أحداث الحياة الإيجابية أو السلبية فمن المحتمل أن نشعر بالارتباك الشديد إلى حد شعورنا بعدم القدرة على العمل والحركة.

وهكذا يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في مواجهة الحزن أو الخسارة، ولكنه أيضًا يميل إلى تعطيل الحالة المزاجية الإيجابية بعد وقوع الأحداث التي تشجعها أو تولدها. غالبًا ما يظهر التكيف مع اللذة ببساطة عند الأشخاص الذين يفوزون في اليانصيب.

في البداية قد يشعرون بفرح عظيم، ومع ذلك بمرور الوقت من المرجح أنهم يتكيفون مع وضعهم المالي الجديد، وهكذا تتبخر الفرحة عندهم. فوز الشخص باليانصيب يكف عن كونه مهمًا جدًا مقارنة بالأحداث الأخرى التي تجري في الوقت الحاضر. علاوة على ذلك من المحتمل أن نتمكن من شراء كل ما كنا نرغب في الحصول عليه، مستحضرين رغبات مادية جديدة لا يمكننا إشباعها (لأننا لا نملك المال الكافي لذلك).

عدم الرضا كمحرّك للحياة

على هذا النحو يبدأ عدم الرضا في النمو داخلنا، يبدو الأمر كما لو أنّ الأحداث يمكن أن تدمّر بتلات وأزهار وسيقان هذه الزهرة، لكنها لا تستطيع القضاء على جذور عدم الرضا، نمتلك جميعًا، أو جميعًا تقريبًا نوعًا من البرامج المثبتة في أذهاننا وهي أنه عندما نصل إلى الهدف الذي كنا نراه كافيًا ومرضيًا إذ بها تتوقف فجأة عن إرضائنا بشكل كافٍ.

السعادة النسبية كانت موجودة بالفعل، في العام 1978، عندما بدأ الباحثان بريكمان وآل Brickman et al بفهم حقيقة التكيف مع اللذة في إطار مستوى نظرية التكيف عند هيلسون
لإدارة التكيف مع المتعة يمكننا أن نحاول تغيير بيئتنا أو تغيير منظورنا، على سبيل المثال، إذا فزنا باليانصيب يمكننا أن نباعد المسافة بين تلبية الاحتياجات المادية. وبالتالي يمكننا أن نحصل على احتياجات متواضعة مختلفة بدلًا من حاجة واحدة فقط.

عندما كنا أطفالًا كنا جميعًا تقريبًا نتخيل اقتحام كشك الحلويات والذهاب محمّلين بأكياس الحلوى. ومع ذلك فعندما بدأ اقتصادنا يسمح لنا بالشراء هل فعلنا ذلك؟ كم مرة اشترينا؟ وبعد أن فعلنا هل عدنا للشراء في اليوم التالي؟

السعادة وخطنا الأساس في التكيف مع اللذة

فكرة السعادة النسبية كانت موجودة بالفعل، في العام 1978، عندما بدأ الباحثان بريكمان وآل Brickman et al في فهم حقيقة التكيف مع اللذة في إطار مستوى نظرية التكيف عند هيلسون. قوام هذه النظرية أنّ تصور التحفيز يعتمد على مقارنة المحفزات السابقة. نعم، سواء أحببنا حدثًا أو عنصرًا أم لا فالعملية لها علاقة كبيرة بما حدث من قبل.

في مقالهما “ما وراء حلقة المتعة المفرغة، مراجعة لنظرية التكيف مع الرفاه” Beyond the Hedonic Treadmill Revising the Adaptation Theory of Well-Being خلص الباحثان ديينر ولوكاس وسكولون (2006) إلى أننا لسنا محايدين من حيث التكيف مع المتعة. وأكد بريكمان وكامبل بالفعل في مقالهما “نسبية التكيف مع اللذة وتخطيط المجتمع الصالح (1971) Hedonic Relativism and Planning the Good Society بأنّ للبشر “نقطة مرجعية” إزاء السعادة.

لماذا لا ينتهي أبدًا شعورنا بالاستياء وعدم الرضا؟
للعثور على السعادة تجنّب الحسد وعِش في الحب
تعتمد هذه النقطة على جيناتنا وبيئتنا. وقد تم دعم هذه النظرية المعيارية من خلال بحوث لاحقة، والتي أظهرت أنّ الناس يتكيفون مع تغيرات الحياة الإيجابية والسلبية بمرور الوقت.

هناك الحديث عن خط أساس نميل جميعًا إلى العودة إليه بغض النظر عما سيحدث. ببساطة، يقال إنه بطريقة ما هناك أشخاص يميلون إلى الشعور بالرضا عن حياتهم وآخرون بالكاد يستمتعون بهذا الشعور. وهكذا، فأمام الرضا (السعادة) نصبح الدافع المحرك والأحداث الحيوية المختلفة، والقوى التي تقلصنا وتثنينا.

هذه المسألة أكثر تعقيدًا، لأنّ هذا الخط الأساس قد لا يكون واحدًا، بل متعددًا. على سبيل المثال، قد يكون لدينا خط يتعلق بالرضا عن حياتنا بشكل عام، وآخر يتعلق بالرضا عن حياتنا الحالية.

إرم نيوز

Exit mobile version