صلاح الدين عووضة يكتب : منسوخ ياسين!

أو ممسوخ..

فكلا المعنيين يؤديان إلى مدينتنا الظريفة التي اسمها مدنية بكلمتنا هذه..

كما كل طرق زميلنا محمد عبد الماجد تؤدي إليها..

بيد أنه لا يراها ظريفة.. وطريفة… ولطيفة… وسخيفة… كما نراها نحن..

بل ينظر إليها بجدية مضحكة..

رغم أنها ليست ذات وجود فعلي… إلا كوجود ذاك الضوء بنهاية نفق حمدوك..

ونبدأ بطرفة..

فأصلاً نحن نعيش هذه الأيام سلسلة من الطرائف السياسية المضحكة..

فهذه ألذ حقبة من بين حقب بلادنا السياسية كافة..

وإن كان ما فيها من الألم يغلب على دواعي استشعار اللذة المجلبة للسعادة..

تماماً كما الحقبة تلك في تاريخ السينما المصرية..

الحقبة التي اقتبسنا منها الاسم الثاني لبطلها… مع تحريفٍ لاسمه الأول..

ففي ذياك الزمان كان نجم الشاشة محمود ياسين..

فما أن يُعلن عن فيلمٍ جديد حتى يفاجأ الناس بأن بطله هو محمود نفسه..

إلى أن وصلوا مرحلة أن لا يُفاجأوا..

فقد اعتادوا على ذلك… بمثلما اعتادوا على خطب جماعة الاتحاد الاشتراكي..

فكله مكرر… ومحفوظ… ومنسوخ..

وعبرت الصحافة عن هذا التكرار الممل لوجه ياسين بكاريكاتورٍ ظريف..

فمخرج فيلم جديد يريد بطلاً جديداً..

يريد وجهاً جديداً بخلاف وجه ياسين… ويصارح منتج الفيلم برغبته هذه..

فيستجيب المنتج لرغبته سريعاً..

ويأتيه بوجوهٍ عدة ويقول له (أهو عندك بدل الوجه عشرة اختار اللي يعجبك)..

فكانت المفاجأة أن الوجوه كلها لمحمود ياسين..

فهو يريد أن يكسب… لا أن يغامر بوجهٍ جديد قد يؤدي إلى خسارة الفيلم..

والآن ذلك الرسم الكاريكاتوري نعايشه واقعاً عندنا..

أو نراه رسوماً متحركة – لا رسماً واحداً فقط – ذات أرواح وأجساد..

ونلج – بسم الله – باب مدينتنا هذه..

ونقول بسم الله كيلا نصير كالقلة الذين بداخلها ممن يستحون من اسم الله..

ونبصر نفراً يعكفون على رسم معالم المدنية..

أو المدينة الفاضلة كما فعل أفلاطون من قبلهم… مع الفارق الكبير طبعاً..

فأفلاطون لم يكن مضحكاً… ولا رسماً كاريكاتورياً..

ومن أساسيات المعالم هذه وضع وثيقة تحمل أكبر عددٍ من التوقيعات..

وذلك حتى يُثبتوا أنهم ذوو كثرة..

فكانت المفاجأة أن طرفة منسوخ ياسين تتكرر بحذافيرها خلف باب المدينة..

أو المدنية الفاضلة التي يشينها ذكر اسم الله..

بينما تجمِّلها شعارات – أو ديكورات – المثلية… والتحرر… واحتقار الدين..

وإذا عُرف السبب بطل العجب..

فهذه الرسوم المتحركة – ذات الأرواح – تحركها أيادٍ من وراء الأسوار..

والأيادي هذه لعقولٍ تريد صياغتنا على هواها..

على هوى مجتمعاتها التي تنتمي إليها… ومنها هوى حرية المثلية الجنسية..

فصاروا أشبه شيءٍ بالأراجوزات..

محض دمى… أو رسوم… أو أراجوزات… تريد أن تُكبِّر كومها بأي شكل..

حتى وإن كانت كومة قش… ذات شكل مضحك..

فكانت النتيجة أن وجه كلٍّ منهم تم استنساخه من أجل الكسب السياسي..

كما وجه ياسين المستنسخ لأغراض الربح التجاري..

وامتلأت صفحات الذي يعكفون عليه بمسميات وهمية لهيئاتٍ وكيانات..

وكل منها عليه توقيع محمود ياسين..

أو هو توقيعٌ لمن وجهه تم استنساخه عشرين مرة… فأصبح مسخاً مكررا..

وصديقي محمد عبد الماجد لا يرى هذا الاستنساخ..

بل – ويا للغرابة – لا يرى في كل وجهٍ من الوجوه هذه إلا وجه أفلاطون..

ومن ثم يبشرنا بالمدينة – والمدنية – الفاضلة..

أما نحن فنراها على حقيقتها؛ مجرد وجوهٍ مستنسخة كما وجه ياسين..

وتتبع جميعها لحزب المؤتمر السوداني..

وهو حزبٌ كل قادته – وقاعدته – هم القابعون وراء أسوار المدينة هناك..

واضحك إن شئت… وكما شئت..

كما ضحكت أنا على الرسم الطريف ذاك بالأمس… وعلى ما يشابهه اليوم..

أو ممسوخ!.

على ما يشابهه من منسوخ ياسين..

صحيفة الصيحة

Exit mobile version