فاجأ الفريق البرهان الساحة السياسية، وهو يتحدث الاربعاء في قاعدة المعاقيل العسكرية بشندي، عن الاتفاق الاطاري، الموقع بينه وقوى الحرية والتغيير/ المجلس المركزي قال البرهان في خطابه:” ليس هناك تسوية بالمعنى الذي فهمه البعض، وانما هي نقاط تم طرحها نرى أنه يمكن أن تساعد على حل التعقيدات السياسية الراهنة وقد وافقنا عليها ضمن اتفاق سياسي اطاري يصب في مصلحة كل السودانيين دون إقصاء لأحد.”.
هكذا تحدث البرهان، وبهذا الحديث طمأن عدداً كبيراً من القوى السياسية وقد كانت تعتبر (الاتفاق الاطاري) عبارة عن تسوية سياسية ثنائية، تضم المكون العسكري واقلية من قوى التغيير، والغريب أن هذه الأقلية كانت تمسك بقلمها لتصحيح القوى السياسية الأخرى غير المنضوية للاتفاق، وأكثر من ذلك، فهذه المجموعة الصغيرة من (قحت) أضحت تستلم طلبات الراغبين في التوقيع الاطاري، حتى أن د. الدقير قال إنه تسلم أكثر من ٦٠ طلباً للانضمام من مجموعات سياسية وأحزاب.. وطبعاً افتكرت مجموعة المركزي أنها تقبل بمن تشاء وترفض من تشاء وتصنف من تشاء.
حديث البرهان، هذه المرة جاء واضحاً وجلياً، وتأكيده أن الاتفاق ليس تسوية سياسية بين طرفين،. إنما هو لكل السودانيين دون إقصاء لأحد.. لكن من الذي يتبرع أن يقوم بافهام (قحت) غير ذلك، وهي التي أرادت تصنيف -حتى- الموقعين معها على الاتفاق بأنهم درجة ثانية- وقوى انتقال، وهي فقط (السيوبر) وقوى الثورة.. وإذا اعتبرت ثلاثة أحزاب فقط وهي احزاب (اقلية)، وتخشى دخول الانتخابات.. إذا اعتبرت أنها تمتلك ناصية الفترة الانتقالية بهذا الاتفاق، وبيدها قبول هذا ورفض ذاك، فإن البرهان بحديث (قاعدة المعاقيل) قد وضع لها النقاط على الحروف، وها هو يقول لها ليس هناك فرصة لاختطاف السلطة من جديد.
وقالها الفريق البرهان بالنص: “ينبغي أن لا تحاول أي جهة أن تختطف هذا الاتفاق لمصلحتها الذاتية دون الآخرين أو أن تسعى لاختطاف السلطة من جديد”.. وهذه العبارة المباشرة من البرهان موجهة الى قوى الحرية والتغيير التي شاركته الفترة الأولى في حكومة ما بعد الثورة، وقد اختطفت هذه المجموعة السلطة ايام حمدوك بالطريقة التي يعلمها الجميع .. وجاء (التحذير) هذه المرة دون رتوش ليقول لذات أحزاب قحت / المركزي، لا مجال لذلك مجدداً، وان الاطاري يفتح للجميع وتقام حوله مناقشات، ولا يعني القبول بالتوقيع أن تأتي وتبصم دون إبداء رأيك في تعديل البنود والنقاط والحذف والإضافة.. لا بد للشركاء أن يقولوا رأيهم بصراحة ويكون لهم الحق في تعديل ما لا يتناسب مع أفكارهم وايدولوجياتهم، وان لا ينقادوا كالقطيع.
ويختم البرهان ذلك الخطاب بعبارة صريحة توضح موقف القوات المسلحة، فهو يقول:” إن القوات المسلحة لن توافق في مرحلة الاتفاق النهائي للعملية السياسية الجارية على أي بنود يمكن أن تنال من ثوابت البلاد”.. وهذه توبة من البرهان الذي يعتبره كثيرون أنه تنازل عن كثير من الثوابت الوطنية، وأنه انساق وراء الضغوط الخارجية، في الفترة السابقة.. ولكن يبدو أن هذه هي (مرحلة الوعي) التي يريدها الشعب السوداني لحماية ثوابته الوطنية.
غداً نتحدث، عن ردود افعال خطاب البرهان في المعاقيل على القحتاويين، وبالذات السيد ياسر عرمان الذي غرد (مستاءً) من الخطاب..
صحيفة الانتباهة