رواية (اغتيال عروس الشمالية في شهر العسل)
للكاتب ياسين الشيخ
قصة حقيقية جرت أحداثها في ثمانينيات القرن الماضي بإحدى القرى الوادعة بشمالي السودان.. لم يتم تداولها ولم يسمع عنها احد بسبب ضعف الإعلام في ذلك الوقت..
القصة صاحبتها أحداث ساخنة ومثيرة للغاية ولم يتم اكتشاف القاتل الذي لم يترك اي اثر لجريمته الا في الحلقات الأخيرة..
الحلقة التاسعة: (صدمة العمر للوفد الذي كان يعشم بالثأر من السر… وما هو موقف القاضي من القضية الغامضة)
ذهب العسكري لإخبار السر الذي يقبع في حراسة وجد فيها كمية مهولة من التعاطف سوى من المحتجزين الذي يتجدد ن كل يوم أو من أفراد القسم الذي يمكث داخل حراسته دون تهمة..
العسكري أخبر السر بأن لديه زيارة من مجموعة من اهله متواجدين داخل مكتب المأمور في انتظار مقابلتك للسلام عليك، خرج السر مع الشرطي وبعد خطوات توقف ويبدو أن عقله استنتج الأمر..
وقف السر وأخبر الشرطي بأنه لا يريد مقابلة الوفد، انصدم الشرطي وسأله عن السبب؟ اكتفي بالرفض وطلب منه فتح الحراسة من جديد ليعود إدراجه مع تكراره الشرطي بأن يخبر المأمور بمنع الزيارة عنه عدا لشخصين المحامي وقريبه الذي استضافه..
عاد الشرطي لمكتب المأمور وأخبره بما حدث وسط ذهول وفد الثأر الذي أراد وبالحاح شديد معرفة سبب رفض السر مقابلته على الرغم من أنه لا يعرف من الذي زاره، ثم طلبوا من المأمور أن يترجاه لأنهم في شوق لرؤيته فهم لم يشاهدوه من قبل مقتل فطين..
عند ذهاب المأمور أكد أحدهم انه سيقضي عليه بسكينه هذه داخل القسم ليشفي غله ويبرد بطنه بعد أن علم بالفكرة الماكرة التي تم تنفيذها لحماية السر من شرهم وغضبهم الذي كان واضحاً في أعينهم ولو ركز المأمور قليلاً لعلم بالأمر وبسبب رفض السر مقابلتهم..
سماعين والذي ذكرنا سابقاً بأنه أذكى أفراد المجموعة وأكثرهم مكراً ودهاء طلب من ابن عمه الذي قرر التخلص من السر وأخذ الثأر منه داخل القسم التريث وعدم الانفعال حتى لا يفشل مخططهم، فهو يريد وبحسب الخطة التي أعدها تطمين السر والتعاطف معه ومن ثم استدراجه للخروج من القسم ومن ثم القضاء عليه..
نجح سماعين في امتصاص غضب قريبه ونجح في إقناعه بمخططه الشيطاني الذي يحتاج للوقت فقط لتنفيذه، ولكن سماعين لا يعلم أن نجاح مخططه مرتبط بإبعاد المحامي ومستضيف السر عن المشهد وعزله عنهم، ولكن اولا كيف تتم مقابلة السر اولا..
ذهب المأمور للسر في محاولة منه لمعرفة سبب رفضه مقابلة الوفد الذي حضر واحتشد لمقابلته، السر وبعد إصرار المأمور أخبره بأنه يشك في أن الوفد هم أسرة فطين ويريدون قتله دون ذنب ظناً منهم انه قاتلها للأخذ بالثأر..
المأمور وبعد سماعه القصة وسبب تخوف السر ازداد تعاطفه مع المحتجز المسكين ويرجع للوفد بوجه غير الذي فارقهم به مع تحذيره وتهديدهم بعدم التعرض له أو زيارته وذلك بعد أن استدرجهم بحس استخباراتي عال وعرف بأنهم طالبين الثأر..
خرج الوفد وأفراد يندبون حظهم بعد فشلهم في مقابلة السر حتى بعد أن علموا بمكانه وبعد مجهود جبار استغرق زمن طويل في سبيل البحث والوصول إليه..
كان الحل الوحيد والذي لا مفر منه أمام أقارب فطين هو الاتجاه للوضع الذي يرفضونه ولا يريدونه وهو القانون، طلب الوفد من أهالي فطين تحريك البلاغ لفتح القضية والتي سهل من أمرها أيضاً وجود السر داخل الحراسة..
في المساء وصل المحامي ومستضيف السر للاطمئنان عليه ومعرفة اخباره، السر فاجأهم بوصول أهل فطين لحراسة وأرادوا مقابلته غير أنه رفض مقابلتهم وشرح للمأمور أسباب رفضه والسبب الذي دعا الوفد للحضور للقسم وللبحث عنه..
ازداد قلق المحامي الذي توجه المأمور وزاده شرحاً واخطره بأنهم احضروا السر لحراستهم دون تهمة لأنها أكثر مكان آمن بالنسبة له، وشددوا عليه بمنع الزيارات عن السر منعاً باتاً..
وصل البلاغ لأقسام الشرطة ووصل النيابة وبدأت جلسات محاكمة السر رسمياً بعد أن تم نقله من الحراسة التي بقى فيها شهور طويلة إلى السجن..
استعان أهل فطين بأشطر وامهر محامي بينما كان محامي السر الصاعد وقتها هو امل الرجل في إخراجه من هذه التهمة التي لم يرتكبها..
بدأت الجلسات بعد أن اكتملت التحريات وكل أهل القرية مجمعون على أن القاتل هو السر وان إعدامه مسألة وقت ليس إلا، وقادتهم تطمينات محاميهم بأن لف الحبل حول رقبة السر بعد اول جلستين للحضور للخرطوم عبر وفد آخر للاستمتاع بالقصاص الذي سيصدره القاضي والذي من شأنه أن يشفي غليلهم..
بدأت الجلسات وكل محامي يقدم اثباتاته والقاضي لا زال متريثا في قراءة القضية وتفاصيلها قبل أن ينطق بحكمه الحاسم والمصيري في قضية كانت في ذلك الوقت قضية رأي عام..
في الحلقة القادمة (القاضي يفكر بينه وبين نفسه هل السر ظالم أم مظلوم وهل تتوفر دلائل البراءة عند محامي السر؟؟)..
كونوا بخير 🖐️🖐️
ياسين الشيخ