تعرفت على السيد مبارك المهدي في العام 83 بسجن كوبر عقب اعلان قوانين سبتمبر التي عارضها حزب الامة بقوة فكان اعتقال الامام الصادق وكوكبة من المع نجوم حزب الامة شملت د. عمر نور الدائم وصلاح عبد السلام وعبدالله محمد احمد والرجل العبق المرحوم عبد الرحمن النور وكان اصغر معتقلي حزب الامة الاستاذ حسن احمد الذي دخل الان نطاق الستين .توطدت علاقتي بمبارك بعد نقله من القسم الشرقي للسجن حيث كان في نفس قسم الامام الى القسم الغربي وكان يرسل رسائله للامام عن طريقي عبر نفاج يربط بين جهتي السجن بواسطة احد عساكر السجن وكنت احمل له ردود الامام بنفس الطريقة لما يقارب العام وبعد الانتفاضة اتضح اننا (نسابة) فانا متزوج من النيل الابيض واصهاري من الانصار المركزين في حزب الامة ثم توطدت علاقتنا اكثر بحكم عملي في الادارة السياسية في التلفزيون فكنت التقيه في البرلمان والمجلس ووزارة الصناعة والطاقة والداخلية وكانت تجري بيننا العديد من النقاشات السياسية حول ازمات تلك المرحلة التي انتهت بانقلاب 30 يونيو.
تسلل مبارك لليبيا بعد مكوثه مع المحامي حسن عبد الهادي لشهر وتم اعتقالي في اكتوبر عام 89 حتى نوفمبر 91 وفي السجن التقيت مرة اخرى بالمرحوم عمر نور الدائم الذي اخبرني بان مبارك تكفل بدفع مرتبات كوادر حزب الامة المعتقلين ومد المعتقلين بالاغذية والكسوة فتدفق التمر والعسل والمربى واندلقت لبسات العلى الله في كوبر وشالا وسجن حلفا محبس الامير نقد الله وهكذا مرت الايام وتجددت صلتي به مرة اخرى في القاهرة التي رجحت تجربتها في ذهني الانتباه العميق للعقل السياسي السوداني القائم على النفي المتبادل والسطحية واوهام النرجسيات والمكر والخسة وعصارة الكذب المخيف وفي غضون ذلك توترت علاقتي بمبارك فظل هدفاً لمقالاتي في صحيفة الخرطوم والحياة اللندنية مدفوعاً بتأييد قوى من الحزب الاتحادي والحركة الشعبية والحزب الشيوعي الذين كانوا على خلاف عميق مع حزب الامة الى ان عاد مبارك من لندن واقام في القاهرة لشهر كامل عالج خلاله معظم تلك الخلافات وتوجه بحفل افطار دعا اليه كل المعارضة السودانية الا سواي!!!!
كان احبابي من الشيوعيين والحركة الشعبية يزدردون اطايب اطعمة مبارك ويجرون على سمعه لقبه الاثير (البلدوزر) وكنت اتهيأ للسفر لكندا وامتد ذلك الفطور ليتحول من وجبة لاساس سياسي قام على لحمه وسمكه وبهاراته المجودة المقادير مؤتمر أسمرا الذي رشح فيه مسؤول الحزب الشيوعي الدكتور الشفيع خضر مبارك المهدي أميناً عاماً للتجمع الوطني الديمقراطي بعبارات منحوتة المفردات من قاموس الاشتراكية في شقها المتصل بمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية!!!!!
عادت علاقتي بمبارك طرية وطازجة بعد مرضي ولم تنقطع صلتنا الاجتماعية ولم اعد على خلاف سياسي معه، لانه في الاصل (ليس هنالك سياسة) حتى نختلف او نتفق، فكلما هنالك ان( البرهان جنرال ماهر وحميدتي نجم الحفل) وامريكا هي الطاعون والطاعون امريكا.
اسال الله في فترة تواجدي في السودان حتى مارس القادم ان اكون من المدعوين للافطار الجماعي القادم، والمؤكد بانه سيكون برعاية اممية
صحيفة الانتباهة