أكد القيادي بالمؤتمر السوداني والناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير محمد حسن عربي أن (الاتفاق الإطاري) الموقع مع المكون العسكري لن يتنازل فيه مركزي التغيير عن حق قوى الثورة في تشكيل مؤسسات الفترة الانتقالية.
وقال عربي في حوار أجرته معه صحيفة (اليوم التالي) (نحن لم نذهب للعملية السياسية على سبيل الاستسلام أو لمنح الانقلاب شرعية بل لدينا رؤية واضحة تتمثل في أن إنهاء الانقلاب بالتفاوض يقلل تكلفة الخيارات الأخرى) ويواصل الرجل في تبرير وضع يد الحرية والتغيير على يد الانقلاب.
وبكل بساطة يريد أن يقنع الناس بأن هناك فرق بين الفريق البرهان بعد حكومة ٢٥ أكتوبر والفريق البرهان بعد حكومة (الاتفاق الإطاري.)
الأزمة هنا لها ثلاثة أوجه، وليس لها وجها واحدا:
الوجه الأول: الاعتقاد بالقدرة على الممارسة السياسية مقابل كل هذا العجز.
الوجه الثاني: انعدام المصداقية في كل المواقف، فما يقال نقيض ما ينفذ تماما.
الوجه الثالث: التوهم بأن الناس يمكن أن يقتنعوا بهكذا مواقف.
يا محمد حسن عربي بصفتك الناطق الرسمي للحرية والتغيير بإمكانك أن تقول أنكم دخلتم في (اتفاق إطاري) مع المكون العسكري بقيادة الفريق البرهان، وسوف تتفقون فيما بينكما على تكوين حكومة.
أما أن تتحدثوا في هذا (الاتفاق الإطاري) عن حقوق الثورة.
تتحدثون فيه عن تحقيق العدالة.
تتحدثون أنكم سوف تتمكنون من محاكمة كل من أجرم في هذا الشعب
تتحدثون عن تحقيق حكومة مدنية.
فهذا ما لا يمكن لعقل أن يستوعبه.
تجلسون وتتوافقون مع من أجهض الثورة ويسعى بكل ما أوتي من قوة وحيل لإبعاد كل أثر من آثارها وحتى لو عن طريق القمع والقتل والسلح.
وتريدون أن تقنعوا ولو شخصا واحدا بأنكم صنعتم مع هذا المكون العسكري (اتفاقا إطاريا) من أجل الثورة ومن أجل تحقيق أهدافها، فهذا أشبه بمن يريد أن يغطس في الماء ولا يريد أن يبتل.
بهذه الخطوة يا الحرية والتغيير أنتم لم تعملوا فقط على إهمال وترك قضايا الثوار بل أنتم سلمتم السيف إلى من يسعى ويجتهد لقطع عنق هذه الثورة.
تحدثوا وليكن لكم متحدث رسمي يتحدث عن كيفية توزيع الوزارات بينكما فهذا ممكن.
تحدثوا عن توزيع الثروة بينكما فهذا ممكن.
تحدثوا عن كيفية إقناع من يختلف معكم في أن تجعلوه داخل هذا (الاتفاق الإطاري) بعدة إغراءات فهذا ممكن.
أما أن تتحدثوا عن الثورة، فهذا ما لا يستقيم إطلاقا.
أما أن تتحدثوا عن رغبات وتطلعات الشارع السوداني، فهذا ما لا يستقيم أبدا.
اذهبوا يا من وضعتم يدكم في يد المكون العسكري، فأنتم بذلك صرتم أخطر على الثورة منه.
صرتم أخطر من كل عدو يسعى للقضاء على هذه الثورة.
فاذهبوا في اتفاقكم الإطاري فقط رجاء لا ينطق لسانكم بحرف واحد عن الثورة وعن الثوار، فإن كنتم لا تقدرون، فعلى الأقل استحوا.
صحيفة الانتباهة