(1)
أكثر ما يحبط المواطن هو إختلال المنظومة العدلية في بلاده…المنظومة العدلية التي تتشكل من جهاز الشرطة والنيابة، انتهاء بالجهاز القضائي ، وإذا ما وُجد أي خلل في أي جهاز من الأجهزة العدلية اختلت العدالة، وإذا اختلت العدالة فسد كل شيء ولم تعد هناك دولة … وإذا اختلت منظومة العدالة فقد المواطن ثقته فيها واحتقر القانون وهيبة الدولة ولجأ إلى أخذ القانون بيده..
(2)
وإذا اختلت المنظومة العدلية ، فسد النظام وضعف القانون وساد كل ما هو غير شرعي وغير قانوني وتمدد الإجرام بكل أشكاله وسد كل الفراغات التي تراجع عنها القانون، وفي ظل تراجع القانون وضعفه تسود الفوضى التي تغري المجرمين وأرباب المافيات وزعماء العصابات فيعيثون فسادا في الطرقات وفي الأسواق ويعبثون بالإقتصاد ومصالح الناس ، ويخوضوا في أعراضهم غير آبهين ، وفي هذه الحالة لا يُستبعد أن يميل بعض أفراد الأجهزة المنوط بها تحقيق العدالة إلى الطرف الآخر الذي يتمدد ويصبح صاحب الصوت الأعلى والأمضى زندا فيستقوى بهم ويشركهم في أمره …
(3)
وإذا اختلت المنظومة العدلية وفقد الناس ثقتهم في الأجهزة المعنية بتحقيق العدالة يصبح لا معنى للدولة بل يمكن أن تُسمى الرقعة التي يعيش فيها الناس أي اسم آخر غير الدولة فحينها تتلاشى الفواصل بينها والغابة التي تعج بالوحوش والكواسر ويحكمها قانون الغاب وشرعته ومنهاجه…
(4)
إذا اختلت موازين العدالة وتزعزعت الثقة في أجهزتها وأصبح القانون مسخ مشوه (لا يهش ولا ينش) واستهان به الناس أنعدمت معايير وجود الدولة ، فإذا غاب الإحساس بقوة القانون وحزمه وحسمه غاب الإحساس بالأمان وساد الخوف واللامبالاة ، فلا المعاملات المدنية والتجارية تمضي على النحو المطلوب ولا الخدمات تصل إلى مستحقيها على الوجه الأكمل ولا الموظف سيقوم بواجبه…. لكل ذلك ينبغي إصلاح الأجهزة العدلية وتنظيفها من كل ما يشوبها ويسيء إليها ويفقد ثقة الناس فيها بدءا بجهازالشرطة ومرورا بالنيابات وانتهاءً بالجهاز القضائي… اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق انه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة