جاء في الصحف اليوم أنه نفى ستة متهمين صلتهم بانقلاب ١٩٨٩م.
فقد وقف المتهمون أمام المحكمة التي يترأسها مولانا حسين الجاك الشيخ قاضي المحكمة العليا ونفوا صلتهم بانقلاب ٨٩ تخطيطا وتنفيذا وهؤلاء المتهمون هم:
١) اللواء الركن معاش يوسف عبد الفتاح محمود.
٢) الدكتور نافع علي نافع أحمد.
٣)الدكتور علي الحاج محمد.
٤) اللواء معاش يونس محمود محمد.
٥)اللواء معاش طبيب الطيب إبراهيم محمد خير.
٦) اللواء معاش طيار فيصل مدني مختار.
هذه هي الثمرة التي خرجنا بها من انقلاب ٨٩.
تخيلوا لو أن صحابيا جليلا شارك في معركة بدر الكبرى أول معركة في الإسلام التي سماها المولى عز وجل ب(يوم الفرقان).
تخيل أن يعقد لهذا الصحابي محاكمة لكونه شارك في إبادة أهل مكة.
فماذا سيكون رده؟
هل سيكون رده بأن بتبرأ من هذه المعركة التي غفر الله لكل من شارك فيها؟
فقال لهم على لسان رسوله الكريم (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)
تخيلوا ماذا سيكون رده؟
هل سينكر ويتبرأ من مشاركته في هذه المعركة العظيمة؟
هذه المعركة التي كان يميز عمر بن الخطاب رضي الله عنه كل من شارك فيها، فحينما سئل عن ذلك قال:( كيف تريدونني ألا أميز فئة ميزها المولى عز وجل؟!)
فهذه أول معركة في الإسلام سيفتخر ويعتز كل من شارك فيها؛ لأن هذه المعركة رسمت طريقين طريق الحق وطريق الباطل، فمن انتسب إلى من شارك فيها، فقد انتسب إلى الحق إلى يوم القيامة ومن ظل مع طريق الباطل، فسيظل معه إلى يوم القيامة.
فإن كانت تجربة الإنقاذ بدأت بالانقلاب، وما كان لها أن تتطبق (المشروع الحضاري) لولا هذا الانقلاب، وجاء رموزها اليوم كما جاء في الصحف يتنكرون ليوم الانقلاب هذا، وكل واحد منهم يقول لا صلة لي به، وإنما وجدت نفسي فجأة من ضمن أعضاء هذه الحكومة فبماذا يفسر ذلك؟
يفسر ذلك إما هؤلاء جهلة لا يدركون عظم ما ارتكبوه من ذنب في حق هذا الشعب.
او أنهم يعلمون ذلك لكنهم يكذبون اليوم هروبا من العقوبة.
فهو إما جهلة أو مجرمون وبالتالي لا أحد يتصف بهاتين الصفتين إلا ويكون وجوده وبالا ودمارا لنفسه ولأهله ولعشيرته ولبلده، فكيف إذا مكث هذا الجاهل أو المجرم ثلاثين سنة يمزق في جسد هذا الوطن؟
دافعوا عن هذا الانقلاب الذي جئتم به إن كنتم أصحاب رسالة.
دافعوا عن هذا الانقلاب، واذكروا على الملأ السبب الحكيم والمسؤولية الوطنية التي دفعتكم للعمل به.
فإن لم تتمكنوا من تنفيذ مشروعكم الحضاري بسبب تكالب الأمم عليكم كما تدعون فلتسترشد بكم الأجيال القادمة.
فهل ستدخلون السجن بسبب اعترافكم بأنكم قمتم بهذا الاتقلاب؟
فمرحبا بسجن من أجل هدف نبيل وعزيز.
فهل سيحكم عليكم بالإعدام بسبب انقلاب جاء من أجل مبادى وقيم ودين؟
فلتذهب هذه الروح رخيصة من أجل هذه القيم والمبادئ.
أما أن تقفوا اليوم وتقولوا بملء أفواهكم أنكم لا علاقة لكم بهذا الانقلاب وتتبرؤون منه باعتباره عمل في غاية الوحشية والظلم.
فأنتم بذلك حكمتم على فشلكم وسوء عملكم وفظاعة صنيعكم بأنفسكم.
لم تكلفوا أحدا بأن يصل لهذه النتيجة.
فشكرا لكم على ذلك.
شكرا لكم فبتنكركم اليوم بأنكم لا علاقة لكم بانقلاب ٨٩ يبين بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا الفعل قبيح وسيء لا يتشرف أحد بالقيام به.
هؤلاء هم رموز المشروع الحضاري تنكروا لمشروعهم ولفظوه.
فماذا تريدون يا خلق الله أكثر من ذلك شهادة على سوء وفشاحة ما يسمى ب( الإنقاذ)؟؟؟
محجوب مدني محجوب
صحيفة الانتباهة