آخــــر الـــدواء!!

[JUSTIFY]
آخــــر الـــدواء!!

.. والكاتب الضخم محمد جلال كشك يكتب في الستينيات ليقول
: الرجل اليمني أيام احتلال الإنجليز لليمن كان يغني ليقول
: اعطني البارودة لأقتل الإنجليزي.
.. ما الذي جعل اليمني هذا يغني الآن ليقول
: اعطني البارودة لأقتل المصري.
.. حديث جلال هذا كان أيام تدخل مصر في اليمن.
.. مصر تدخل ضد جانب من الجوانب هناك في خطوة كارثية.. وترتكب الخطأ.
.. بعدها مصر تطلق عداءً حارقاً ضد السعودية.. في خطأ آخر.
.. بعدها مصر تطلق عداءً بذيئاً ضد الأردن وصحافة القاهرة تصنع تاريخاً قذراً «لابن الملكة زين» كما كان الإعلام المصري السفيه يقول.
.. ومصر ترتكب خطأ.
.. بعدها مصر تطلق عداءً حارقاً ضد بورقيبة.
.. وخطب ناصر تسخر من «الشيخ أبو رقيبة» ومصر ترتكب خطأ.
.. بعدها مصر تطلق عداءً حارقاً ضد المغرب.. ثم ضد الجزائر.
.. ثم عداء سادات مصر ضد ليبيا.
.. وعداء مصر للسودان هو الأصل.. وفترات الصلح هي الاستثناء.. ومصر ترتكب الخطأ بعد الخطأ.
.. بعدها السادات يجمع المجد كله ويطلق عداءً ضد العرب كلهم وهو يزور القدس ويصنع كامب ديفيد.
.. والعالم العربي يقاطع مصر.
.. ومصر تصنع العداوات.. لكن الملاحظة الغريبة التي تبقى هي أن مصر تظل هي الخاسر الأول.
.. وإعلام مصر ــ في تعامله مع الخسارة هذه ــ يعيد تلحينها بحيث تصبح طبعة متكررة لمشهد تعامل إعلام مصر مع هزيمة يونيو.
.. وعام 1967م حين تصاب مصر بهزيمة كاسحة من إسرائيل ينطلق إعلام مصر ــ ليقول ــ وهو يرقص
: إن من يلقى الهزيمة هو اسرائيل ــ فإن اسرائيل ــ بضربة عام 1967م انما كانت تريد إسقاط النظام.. والنظام لم يسقط.
.. مثلها كان إعلام القاهرة يرسم خسران مصر وهي تصنع العداوات.
.. لكن شيئاً يتحول الآن.
«2»
.. الآن المثقفون في العالم العربي ــ بعضهم على الأقل ــ ينتقل من إدمان السؤال بصيغة «ماذا حدث» إلى السؤال بصيغة.. «لماذا حدث ما حدث».
.. وبعض الحوار يجد أن الأحداث الكبيرة في المنطقة الآن ــ محورها الأول ليس هو العراق وسوريا ــ حيث أكوام الجثث ــ المحور الأول الآن هو تونس والعراق «التحولات» التي تصنع المشهد «القادم» للمنطقة.
.. والبحث عن التحولات يجد أن ما يحدث الآن ليس هو «الأسباب».. ما يحدث الآن هو «النتيجة» لأسباب زرعت منذ زمان.
.. «وما يلز كوبلاند» ضابط المخابرات الأمريكية الذي يقود منطقة الشرق الأوسط أيام الستينيات يصدر كتاباً عن كيف كانت المخابرات الأمريكية تقود رؤساء العالم العربي.
.. والكتاب يستقبل بتكذيب يجعل الناس يبتعدون عنه.
.. لكن عيون المثقفين التي تنظر إلى ما يجري الآن تستعيد كلمات مايلز كوبلاند.
.. والكتاب ينتقل من منطقة التكذيب المطلق إلى منطقة «قابل للتصديق».
«3»
.. وناصر كان تحت حماية كتيبة عسكرية أمريكية.
.. والسادات مثله.. ومبارك مثله.
.. «أما سيسي فهو رجل تحرسه الملائكة فقط».
.. وقناة «الجزيرة» تحدث نهار الخميس عن أن..
.. المخابرات الأمريكية تتعامل مع جيش مصر.. فقط ــ وليس مع حكومة مصر.
.. وقناة «العربية» تقدم عن القذافي برنامجاً لا يطاق.
«4»
.. وليس قطعاً للحديث هذا أن نقول إن
: السودان يقع بين عشر دول ــ وأصابعك تستطيع أن تحسب عملاً عدائياً لكل دولة من الدول هذه ضد السودان.
.. بينما أصابعك لا تحصي عملاً عدائياً للسودان ضد دولة من الدول هذه.
.. ولعل استخدام أمريكا للزعماء في المنطقة يصبح هامشاً تفسرياً «للحالة» هذه.
.. وحديث المثقفين الآن، الموجوعين الذين يذهبون الآن لفتح الدمامل ــ لعله يذهب إلى نوع من تفسير الأحداث يغير أحداث المنطقة العربية.
.. المثقفون يبدأون حديثهم الآن بقول كل شيء عن كل بلد وعن كل شخص عديييل.
.. وإعلام مصر ينتظره صراخ كثير.
٭ بريد
.. إلى من يهمه الأمر
.. السيدة فاطمة أحمد إبراهيم أبرز زعماء الحزب الشيوعي تنقل الأخبار أن بلدية لندن تنقلها إلى بيت للعجزة.
.. وعيب هذا ومؤلم.
.. فاطمة ظلت شيوعية وظلت عدواً؟؟؟.. نعم.
.. لكنها سودانية..
.. وامرأة..
٭ وبريد
.. السادة القراء..
.. إسحاق فضل الله يجد عشرة مواقع باسمه على صفحات الانترنت.
.. وإسحاق فضل الله هناك يكتب ويحاور.
.. بينما إسحاق أحمد فضل الله «كاتب هذه السطور» لم يقم يوماً بفتح حساب أو صناعة موقع من المواقع هذه.
.. وإسحاق أحمد فضل الله كاتب «الإنتباهة» الذي لا موقع له على صفحات الانترنت، يرجو من إسحاق فضل الله الآخر الذي له مواقع على الانترنت تنبيه الناس لهذا.

[/JUSTIFY]

آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة

Exit mobile version