(1)
أرأيتم لوأن الله تعالى قيّض لنا حاكماً عادلاً يمقت الظلم حازماَ لا يتصالح مع الفوضى ،عفيفاً طاهراليدين مستقيماً ، ذوأخلاق وهمة رحيماً بشعبه حارساً أمينا لمصالح شعبه … حاسماً شديداً في موضع الشدة والحسم ، ليناً رحيماً في موضع اللين والرحمة ، لايماري ولا يداهن ولايتقلب ولايعرف الغرور إلى قلبه سبيلاً، إذا قيض الله لنا حاكما بهذه الصفات ترى هل يبقى من الإحباط الذي يعيشه شعب السودان شيئاً.؟؟.. الإجابة بكل تأكيد (لا)..
(2)
شعب السودان الآن يعيش حالة سيئة من الإحباط واليأس على نحو يجعل الغالبية العظمى ترى المستقبل صورة قاتمة ً تتراءى فيها مشاهد التمزق والنزاعات والدماء والأشلاء المتناثرة، والفوضى، وذلك بسبب غياب هيبة الحكم والسلطان الذي يضع الرحمة واللين في غير موضعهما ،وكذا الحسم والشدة…فما نراه الآن تساهلا وتغاضي ولينا وتسامحا مع أمراء الحرب ودعاة الفتنة والعنصرية والبغض والكراهية وتمزيق البلاد وتقسيمها ، وحسما وحزما وشدة وتقتيلا وتنكيلا ومذابح وقسوة مع دعاة الحرية والسلام والعدالة، وعنف وقهرللمواكب السلمية التي تستند إلى القانون والحق الذي كفله الدستور، بينما المطلوب هو مواجهة أعداءالداخل والخارج بالحزم والحسم حماية لمصالح الأمة وصونا لأمنها.
(3)
مخاطر الفوضى التي يثيرها العابثون بإقتصاد الأمة ومقدراتها ومواردها من تهريب وتبديد وتدمير لا تقل عن خطرالفوضى التي يثيرها سماسرة الحروبات القبلية من العابثين بأمن الأمة ووحدتها، ولاتختلف عن اسلحة تدميرعقول شباب الأمة بالمخدرات التي أصبح السودان سوقا رائجا من أسواقها العالمية …فالفئة الأولى عدوء ظاهر للأمة سلاحه التجويع وتدمير الإقتصاد والقضاء على عناصر القوة والمنعة في المجتمع، يفعل ذلك عن جهل أو علم ليشبع جشعه،ويملأ خزائنه بعائدات الذهب المهرب ومضاربات العملة والفئة الثانية عدوء شرير يسعى لتفتيت وحدة البلاد وتقسيمها ونثر بقع الدماء في كل الأرجاء ليكسب المال الحرام من تحت رماد الحرائق التي يشعلها بين القبائل والمكونات الإثنية ، وأما الفئة الثالثة سلاحها ترويج المخدرات بين الشباب لتدمير العقول ومستقبل الأمة ، والفئات الثلاث تتكسب في استهدافها للإقتصاد والنسيج الإجتماعي وعقول الشباب وهي عدوء ظاهر للأمة ومع ذلك تتساهل معه السلطة القائمة وتتعامل معه باللين والرحمة بينما تستخدم العنف والشدة والحسم مع الذين ينادون سلميا بالحرية والديمقراطية والعدالة ودولة القانون.. هذه كلها منقصات الحياة في السودان وكدرتها ومنبع الإحباط واليأس الذي يعيشه السودانيون.
(4)
أعود وأقول لو أن الله سبحانه وتعالى قيض لنا حاكماً بالصفات التي سبقت الإشارة إليها …حاكماً عادلاً يمقت الظلم لاعتدلت موازين العدل المختلة ولعادت الثقة في المنظومة العدلية كلها وأجهزتها وآلياتها…حاكما ذو هيبة يضع هيبة الدولة وكرامة شعبها وأمنها ووحدتها فوق كل اعتبار مستقلا بقراراته لاتغريه الوعود الدولية ولاترهبه التهديدات الخارجية ، يسند ظهره إلى شعبه لا القوى الإقليمية ولا التحالفات الداخلية، يحسم الفوضى بالقانون ، والقوة المشروعة.
حاكما حاسما لكل مظاهرالفوضى والتشوهات ..حريص على أمن البلاد ومصالح شعبه أكثر من حرصه على كرسيه ومصالحه ومصالح حلفائه الإقليميين والدوليين والمحليين..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي
صحيفة الانتباهة