(1)
بعض أنظمة التحالفات الإقليمية هي أنظمة استبدادية شبه اقطاعية، وبينهما تحالف استراتيجي مقدس سخروا له الأموال الطائلة والأدوات والعملاء، هدفه وأد وإسقاط اي تجربة ديمقراطية تؤسس لمشروعات نهضة شامله قوامها واساسها الشعوب والمجتمعات العربية
ولذلك وأدوا ثورات الربيع العربي في مصر وتونس واليمن وسوريا وليبيا علي النحو الذي تعلمون.
(2).
اسرائيل تتحالف مع هذه الانظمة في هذا الهدف الاستراتيجي لأن قوامة الشعوب العربية في الحكم تعني علي المدى الاستراتيجي تحرير فلسطين
ان أساس التفوق الإسرائيلي علي الدول العربية غياب الديمقراطية وحالة البينونة بين الأنظمة الاستبدادية والمجتمعات مما افرز دول هشة مأزومة داخليا بالصراعات الهوياتية والاثنية والطائفية والقبلية
(3)
صناعة مشروعات نهضة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية قوامها المجتمعات ومرتكزاتها الهوية الإسلامية يتصادم ايضا مع منجزات الحضارة الغربية والتي شيدت اساسا علي فكرة مروق وخروج الدين كليا من الحياة. واختزاله في طقوس وترانيم كنسية.
لذلك فإن الغرب الأوربي والأمريكي يتحالف مع الأنظمة الاستبدادية شبه الاقطاعية لأنها أنظمة اختزلت الدين في قشور وطقوس خاملة، بينما يعادي الحركات الإسلامية الحديثة لأنها بعثت فكرة ان الدين والمجتمع مرجعيات النهضة الشاملة.
(4)
صفوة القول ان الوساطة الرباعية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والإمارات هدفها الاستراتيجي وأد الثورة السودانية، واجهاض مشروع التحول الوطني الديمقراطي المستدام، وستؤدي اما إلى إنتاج نظام استبدادي جديد، أو إلى وقوع السودان في اتون الحرب الأهلية وسيناريوهات التفكيك والتمزيق، ولذلك فإن الضرورة الوطنية تقتضي احتشاد كل القوى السياسية وكل قطاعات المجتمع لإجهاض هذا السيناريو الخبيثة الذي تقوده الرباعية الدولية وعملائهم في الداخل.
عثمان جلال
صحيفة الانتباهة