صلاح الدين عووضة

صلاح الدين عووضة يكتب: فخاخ!

بالمنطق

صلاح الدين عووضة

فخاخ!

والفخاخ كثيرة..

فهنالك فخاخٌ للفئران… وأخرى للطيور… وثالثة للثعالب… ورابعة للأفيال..

وحتى بعض النباتات تنصب فخاخاً لفرائسها..

وهي تكون – في الغالب – جميلة… جذّابة… مُغرية؛ تجذب الحشرات الطائرة..

تماماً مثل فخاخ الأنثى… من البشر..

وصديقٌ لي كان قد وقع فيه… ولم ينتبه إلا بعد أن أحكم الفخ قبضته عليه..

فقال – كما عادل إمام – ضاحكاً: لقد وقعنا في الفخ..

فقلت له مستشهداً بعادل إمام نفسه وقد ترهل: بل قُل لقد تشحمنا في الشحم..

ومن أكبر الفخاخ فخاخ أفراس النهر..

وسائق تاكسي مصري – سمين – أضحكني ذات مشوار إلى وسط البلد..

وكان يتحدث عن النساء بكثير سخط..

فسألته إن كان متزوجاً فأجاب من فوره وهو يشيح بيده: أيوه؛ متنيِّل..

ثم واصل: كنت بشوفها ميرفت أمين قبل ما اتجوزها..

ودلوقت – يقول – شبه سيد قشطة بالظبط؛ وسيد قشطة هو فرس النهر..

ولم يقل إنه ذاته سيد قشطة..

وربما لم يكن كذلك حين فكّر في الزواج منها؛ أو قبل أن يقع في فخها..

ثم هنالك فخاخ السياسة..

وهي التي ينصبها – بدهاءٍ شديد – بعض السياسيين لبعضهم البعض..

فيقع البعض… وينجو البعض..

ومنها ذاك الفخ الذي نصبه أشهر سياسيي أوروبا – وهو مترنيخ – لنابليون..

فكان أن وقع فيه؛ ثم وقع في الهاوية..

وكذلك الذي نصبه الترابي للمهدي وقاد إلى انقلاب الثلاثين من يونيو..

وقبل وقوعه بيومين ذهب أحمد سليمان للمهدي هذا..

وكان الهدف من الزيارة الاطمئنان على أن رئيس الوزراء لا علم له بالفخ..

أو بما يجري من وراء ظهره..

أو بالذي سيطأه بقدميه بعد يومين؛ فيقع فيه… وتقع فيه حكومته كلها..

فرجع – أحمد سليمان – إلى قومه فرِحاً… وفرحوا..

وإمعاناً في خطة الفخ – من بعد ذلك – ذهب الترابي إلى السجن حبيساً..

والبشير إلى القصر رئيساً..

ثم كذلك الفخ الذي نصبه صلاح قوش للبشير هذا من بعد ثلاثين عاماً..

رغم أنه كان رئيس جهاز أمنه..

وشرب البشير من كأس الغدر – المر – ذاته الذي أذاق منه شيخه الترابي..

والذي أذاقه الترابي هذا – من قبل – لصهره المهدي..

والآن… الآن…. الآن؛ ثمة فخاخٌ تُنصب… والتاريخ ينظر ليعرف من الضحية..

ونحن ننظر كذلك؛ لنعرف..

وإن كان الفرق بيننا وبين التاريخ أننا نملك أن نحذر قبل فوات الأوان..

وعلى غير العادة نختصر كلمتنا هذه اليوم..

عن الفخاخ!.

صحيفة الصيحة