صارت طقوس الزواج عند كثيرين من السودانيين على درجة عالية من السخف والتعقيد، بينما هي أصلا معقدة “بالزيادة” ومكلفة جدا، لأن الغاية صارت الاستعراض، ابتداء بما يسمى سد المال الذي هو تسليم اهل البنت المهر، فالطريقة التي صار يتم بها عند البعض لا تختلف عن الاحتفال بسد النهضة، ورأيت أكثر من مرة مقاطع فيديو عن باقات ضخمة من الأوراق المالية تم تشكيلها بطريقة جميلة في قوالب و”صواني” مختلفة الأحجام، وقد تكون الشيلة جزءا من مهرجان سد المال، والشيلة هي كميات من الملابس والعطور للعروس ولا أعرف بلدا يتم فيه كسوة العروس على حساب العريس الا في السودان
وأترك للقارئ حصر وذكر بقية الطقوس العجيبة للزواج عندن،ا ولكن لفتت انتباهي مؤخرا بدع عجيبة مثل الآوت دور وهي تصوير العرسان في أماكن خارجية، ثم جاء أحدهم ببدعة ان تتم زفة العرس داخل اسعاف، وشاهدت فيديو لعريس يتصنع الغيبوبة وتقوم العروس بإسعافه بالضغط على صدره ثم النفخ في فمه (بفمها)، وتذكرت ذلك العريس في الحاج يوسف الذي تسلل من الكوشة وتناول بضعة كؤوس من مشروب مسكر ثم عاد ليجلس قرب عروسه ومال عليها وباسها على خدها فتقدم نحوه اخوة العروس و”دقوه دق العيش”، والجماهير تصفق وتهتف “دقوا الباطل”، بل وطالب الإخوة العريس بتطليق اختهم باعتباره “اعتدى على شرف العائلة” وتدخل بعض العقلاء وعالجوا الموضوع
وكما هي العادة في العطل العامة والأسبوعية اترك لكم المجال لذكر وحصر الممارسات السخيفة والبدع السمجة التي صارت تصاحب مراسيم الزواج عندنا وأعطيكم مثالا عن “موية رمضان عريس” في مدينة بحري كان يتألف من أطنان من المواد الغذائية وثلاجة وغسالة وفرن مايكروويف وطقوم من أدوات المطبخ ومعها بنت فلبينية فور ويل وفل أوتوماتيك مدفوعة الأجر لستة أشهر، ولم تكن هناك نقطة “موية” واحدة بين تلك الأشياء (أما بدع بيوت العزاء فحاجة تكسف
جعفر عباس