في المنطقة المختلطة الخاصة بملعب “البيت” المونديالي الذي احتضن فوز ألمانيا على كوستاريكا 4-2 في ختام مباريات الدور الأول من المجموعة الخامسة، تدور أحاديث بين صحفيين عما حصل في الدقائق الأخيرة من مواجهة إسبانيا واليابان، وكانت النتيجة تشير إلى تفوق اليابان 2-1 وتقدم “المانشافت” على منتخب أميركا الشمالية 3-2.
ويقول أحد الصحفيين إن إسبانيا حصرت لعبها في وسط الملعب ولم تشن هجمات مكثفة أو تسعى بشكل جدي لتحقيق الفوز، وتابع “كانت تريد ضرب عصفورين بحجر واحد، إقصاء ألمانيا من البطولة كونها أحد المرشحين الطبيعيين للذهاب بعيدا في المونديال وحتى التتويج باللقب ومواجهة المغرب عوضا عن كرواتيا في ثمن النهائي.
نسأل أحد الصحفيين الألمان الذي كان في المنطقة الخاصة بمرور اللاعبين والحديث مع الصحفيين، عن إمكانية هذا الموضوع فقال إنه “عندما تترك مصيرك بيد الآخرين، تكثر الإشاعات والتوقعات والتحليلات”، وتابع “رغم أنني لا أعتقد أن الأمر صحيح لأن ليس هناك من منتخب يريد الخسارة، فعندما يمر اللاعبون الألمان، اطرح عليهم هذا السؤال ودعهم يعبرون عن رأيهم”.
ويتدخل صحفي ألماني آخر ليؤكد أنهم “لن يجيبوا لأن أملهم خاب ويفكرون فقط بهذا الإقصاء القاسي وبعد أيام قد يعودون للبحث عن الأسباب الخارجة عن كرة القدم إن وجدت”.
نحمل هذا التساؤل والسيناريو إلى إلكاي غوندوغان لاعب مانشستر سيتي، فلم يتفاجأ بالسؤال أو يعبر عن دهشته وقال إنه “لا يعرف ولا يستطيع الإجابة لأنه لم يشاهد المباراة الأخرى (إسبانيا واليابان)، كان علينا أن نؤدي دورنا بطريقة أفضل وعدم انتظار الآخرين أو ما يجري في المباراة الثانية، وربما يكون سبب خروجنا هو خسارتنا المباراة الأولى التي لم نستطع التخلص من تداعياتها”.
وأقر أنه “ينقص المنتخب الكثير من الأمور ولم نؤد كأفراد ومجموعة ما هو مطلوب منا، وكنا بعيدين جدا عن مستوانا رغم أننا بذلنا جهودا لنقدم أفضل ما لدينا، ولكننا خرجنا للمرة الثانية تواليا من دور مجموعات المونديال وهذا أمر صعب وقاس وعلينا العمل سريعا لمعالجة المشاكل التي عانينا منها في هذه المباريات الثلاث”.
أما الشاب كريم أديمي لاعب دورتموند فاعتبر نفسه أنه “لا يعتقد أن هذا الأمر (تعمد إسبانيا الخسارة) منطقي لأن إسبانيا خسرت المباراة وحلت في المركز الثاني وستواجه المغرب متصدرة المجموعة الخامسة، وليس هناك أي فريق أو منتخب يحب الخسارة أو يسعى إليها في مباراة ودية فكيف ببطولة مثل كأس العالم؟”.
وردا على سؤال عما إذا كانوا يشعرون بأن خسارتهم للمباراة الأولى أمام اليابان قلصت آمالهم بالتأهل إلى الدور الثاني، قال أديمي إن “هذا لم يحصل وكان لدينا مباراتان بعد الخسارة لو فزنا بهما لكنا تأهلنا إلى الدور الثاني ولكننا أدخلنا أنفسنا في عملية حسابية معقدة كانت نتيجتها أننا خرجنا من البطولة”.
وتابع أنهم “يطورون أنفسهم ويتحضرون لبطولة أمم أوروبا القادمة بعد عامين والمنافسات القادمة”.
وحاولت الجزيرة نت استطلاع آراء لاعبين ألمان آخرين عما حصل في الدقائق الأخيرة لمباراة إسبانيا واليابان، غير أن مانويل نوير قائد المنتخب وفريق بايرن ميونخ وزميله في الفريق والمنتخب توماس مولر رفضا الإجابة عليه وركز حديثهما على تبرير الإقصاء المرير وأن اللاعبين قاموا بما عليهم وفازوا في المباراة ضد كوستاريكا، ولكنهم لا يستطيعون التحكم بما يجري في المباراة الثانية التي صبت نتيجتها لصالح تأهل اليابان وإسبانيا.
في المقابل اعتبر كيلور نافاس قائد منتخب كوستاريكا وحارس باريس سان جيرمان إنهم سعداء بالمشاركة في هذا المونديال وتقديم مستوى جيد ومواجهة فرق مثل إسبانيا واليابان وألمانيا واللعب بندية أمامها.
وتابع “أظهرنا أننا فريق قادر على مقارعة منتخبات كبيرة وكل هذا نتيجة عمل المدرب الكولومبي لويس سواريز الذي تأقلم سريعا مع الفريق وبدأ جهده يؤتي ثماره على أمل أن نتطور ونقدم مستويات أفضل في قادم المواعيد”.
وفي رد على سؤال للجزيرة نت -عبر مترجم- عن شعورهم عندما كانوا متقدمين على ألمانيا 2-1 ويقتربون من التأهل للدور الثاني، شرح نافاس الفرحة الكبيرة التي غمرتهم وكيف طلب من اللاعبين التكتل في الدفاع للحفاظ على النتيجة وتحقيق المفاجأة و”لكنك عندما تلعب بمواجهة منتخب مثل ألمانيا ولديه هذا العدد الكبير من النجوم والمهاجمين في صفوفه سيكون من الصعب أن تحافظ على النتيجة وعدم تلقي الأهداف”.
وكان منتخب “الماكينات” ودّع المونديال القطري من الدور الأول، رغم فوزه على كوستاريكا 4-2 في الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول، ضمن منافسات المجموعة الخامسة، التي صعد منها منتخبا اليابان وإسبانيا.
ولم يشفع للمنتخب الألماني فوزه وغادر كأس العالم من الباب الخلفي للمرة الثانية على التوالي، بعدما توقف رصيده عند 4 نقاط، متساويا مع منتخب إسبانيا، الذي خسر أمام اليابان 2-1، ولكن المنتخب الإسباني تفوق بفارق الأهداف وضمن المركز الثاني، في حين حسم منتخب اليابان الصدارة بـ6 نقاط.
المصدر : الجزيرة