منذ مغادرة السيد حمدوك في نهايات العام 2021 (مستقيلاً) بعد عودته المحدودة في أعقاب قرارات الفريق البرهان (الاصلاحية وقتها).. منذ ذلك التاريخ ظل موقع (رئيس الوزراء) شاغراً بالرغم من ما يمثله هذا الموقع (المهم) بالنسبة لثورة ديسمبر أو للحكومة المدنية التي يتمناها الشباب السوداني.
ثم حدث تدافع كبير بين مختلف القوى السياسية؛ وظهرت ترشيحات عديدة لشغل الموقع في حال اتجهت السلطة الحالية لاعلان حكومة تصريف أعمال؛ يضمن بقاءها المكون العسكري.. الجهاز التنفيذي بما فيه موقع رئيس الوزراء نال اجماعاً دون استثاء أن يتكون فقط من (الكفاءات الوطنية والمستقلة).
والسبب – حتى لا تقع الحكومة في ذات أخطاء الحكومات السابقة؛ عندما سيطر عليها الحزبيون فأداروا شأن الدولة بما يهم أحزابهم وأجنداتهم؛ ولم يكن المواطن أو قضايا السودان (الرئيسية) في مفكراتهم أو في أولوية مهامهم.. وبناءً على هذا التوصيف (تبارى) عدد من الكفاءات في طرح ذواتهم لشغل هذا لموقع الحساس.. وظهرت العديد من الأسماء التي لا غبار عليها.
بعض هذه الأسماء حققت شرط (الكفاءة والوطنية)؛ ولم تكن من حملة (الجنسيات المزدوجة)؛ لكن أغلبها أعجزه أن يأتي بحاضنة جديدة تدعم ترشيحه؛ أو رافعة اجتماعية تمثل ثقلاً سياسياً ومجتمعياً.. بالاضافة لاستبعاد بعضهم لاعتبار أنهم جاءوا من ولايات أو أقاليم أخذت حصتها كاملة سواء كان ذلك في حكومات السودان السابقة؛ أو الحالية.
وعندما يطوف المراقب بذهنه في الشخصيات التي اعتلت الموقع في السابق؛ وكثير من المرشحين الحاليين؛ يجد ان كل ولاية واقليم نال حظه من هذه (القسمة) ماعدا القليل؛ وهنا يبرز بشكل صارخ شرق السودان الحبيب.. هذه البقعة من الأرض السودانية التي ظلمت (ظلم الحسن والحسين) في اختيار قيادات البلاد العليا؛ وكان نصيبها يأتي خجولاً كعضوية بالسيادي أو بعض الوزراء.
وللشرق الحبيب مزاياه العديدة؛ وحقوقه الغالبة في مسارات حكم السودان؛ وما القضايا التي ترفعها مكونات الشرق باستمرار في وجه حكومة المركز الا لأن منظار أهل الشرق يقول لهم ان حقوقهم مهضومة وغائبة.. ولذات السبب نجد أن قضية الشرق نالت في اتفاقية جوبا حظها من النقاش؛ لكنها لم تأخذ نصيباً في حسم (الحقوق)؛ وبسبب الاختلافات الكبيرة في هذا الموضوع اضطرت حكومة الخرطوم أن تجمد مسار الشرق في الاتفاقية؛ حتى ترضي أطيافاً واسعة في الشرق الحبيب؛ وبالتأكيد لها تأثيرها في الراهن السوداني؛ كما لها القدرة في التأثير على شكل الحياة السودانية اليومية.
أعجبني جداً توافق بعض المكونات القبلية والسياسية والمجتمعية من شرق السودان على اختيار اسم بروفيسور راكز التجربة وعريض المعرفة؛ وفوق هذا وذاك لا يمثل تياراً سياسياً ولا طائفة قبلية؛ ولم يمارس السياسة؛ بل مارس العمل العام المتخصص والعلمي؛ ذلكم هو البروفيسور محمد الأمين أحمد إسماعيل.. ولم أجد اسماً مناسباً لتولي هذه المهمة غير هذا الرجل؛ لما عرف عنه من سيرة ناصعة ومسيرة جادة فهو يعد من الكفاءات السودانية النادرة.
شخصيات لامعة من الشرق؛ ومجموعات سياسية واجتماعية ذات تأثير دعمت ترشيح البروف محمد الأمين ؛ بينها لجان مقاومة وكيانات أهلية.. ونعتقد أن الشرق يحتاج أن ينال بنوه هذه الحظوة ؛ ويخطو هذه الخطوة؛ فالرجل من الداعمين للتحول الديمقراطي ولا يحمل أي جنسية أجنبية.
صحيفة الانتباهة