ظهر أمس وبينما كنا أنا والصديقة الصحفية هادية قاسم نتناول القهوة عند تقاطع السيد عبدالرحمن مع شارع المك نمر وبينما نتجاذب اطراف الحديث فاذا بصديقتي التي كانت تجلس في الاتجاه المعاكس وتنظر صوب التقاطع تطلق صرخة وهي تقول لا لاااااااااااا .
في تلك الاثناء التفت سريعا ومع التفاتي كنت اشاهد عربة هايس تطيح في الهواء لتنقلب وتنسحب على ارض الاسفلت الاسود وطبعا الشعب السوداني مازال بخيره ويعجبك وقت الحارة وسارعوا صوب الهايس المقلوب وشرعوا في استخراج الركاب الذين كان معظمهم من العنصر الانثوي وكنا انا وصديقتي نساندهن للجلوس ارضا وبعدها اتصلنا بالنجدة ولكن يبدو لي ان الخط متعطل فسارعت بالاتصال بالنقيب مرور سارة سيف الدين وقتها كان هاتفها مشغولا فسارعت بالاتصال بالاخت المساعد مرور رحاب وكانت في الموعد ولم تمض خمس دقائق حتى كان صوت دورية المرور يشق عناء السماء ووصلت الدورية ووقتها كان اصحاب السيارات الخيرين يقومون برفع المصابين الى داخل مركباتهم تمهيدا لنقلهم للمستشفى ولا ننسى ان مجموعة من الشباب الأقوياء ناس الحارة قاموا بشهامة في رفع واستعدال العربة الهايس وايقافها .
دوريات المرور حضرت بسرعة البرق ولاننسى الدور الكبير لجميلات إعلام المرور والاخت الهميمة رحاب ولاننسى ان نثمن جهد المجتمع الذي مازال يبرهن في كل يوم انه المجتمع الأفضل وسيظل الأفضل رغم الجوع والفقر الذي ادخلتنا الحكومة في نفقه، دائما تجد شعبنا وقت الحارة ودائما تسارع الشرطة لإنقاذنا متى ما طلب منها ذلك .
ما أود الاشارة اليه ان العربة كانت تسير في طريقها لتقطع الإشارة الخضراء ويبدو ان سائق عربة آخر كان مسرعا قرر قطع الاشارة الحمراء للحاق ببقية المركبات وفي تلك الأثناء حاول سائق الهايس تفاديه فوقع الحادث .
هل علمتم الآن لماذا تتمسك شرطة المرور في مسألة قطع الإشارة الحمراء ولماذا اعتبرها القانون جريمة مؤخرا لان قاطع الإشارة الحمراء هو بمثابة ملك موت ينزع أرواح الآخرين في كسر من الثانية ويعرض آخرين لخطر الموت وكل هذا من اجل ثوان قليلة كان بإمكانه ان يصبر حتى تنقضي ويمر بسلام .
شرطة المرور حينما تطلق حملات او تشدد إجراءاتها هي دائما تسعى وتهدف للحفاظ على ارواح المواطنين وتعمل على ان يكون الشعب بخير ودوما شرطة المرور تضع امر سلامة شركاء الطريق نصب عينيها وتضع من الخطط والإجراءات ما يمكنها من الوصول لهدفها ذلك .
هذا الحادث الذي خلف نحو تسعة من الإصابات بعضها اصابات بالغة ثقوا تماما ان هنالك حالات ستنتكس خاصة اولئك الشباب المصابين في رؤوسهم وربما وقتها ظنوا انهم بخير ولكن جسم الإنسان عادة ما يتعامل بموجب الاشارات العصبية التي يرسلها المخ وتصل تلك الإشارات للخلايا العصبية بالتدريج فكم من شخص خرج من حادث وكان سليما ولكنه بعد سويعات انتكس وأدخل العناية المكثفة وكم من شاب خرج من حادث واكد بانه بخير ولكنه فارق الحياة بعد يومين نتيجة إصابات غير ملموسة او نزيف داخلى او غيرها لذلك درج الأطباء على كتابة عبارة (ما لم تحدث مضاعفات) في تقارير مصابي حوادث المرور الذين ينجون من الحوادث ويكونون بحالة جيدة .
الإشارة الحمراء ينبغي ان لا نتجاوزها ونطالب بان تكون عقوبة تجاوزها السجن ستة أشهر تنفذ فورا مع سحب الرخصة دون أية مجاملات .
صحيفة الانتباهة