السودان (الألفا) لمنظمة حماية المدنيين
(1)
“السودان يفوز بعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية المدنية”…هذا العنوان الرئيس لخبر تناقلته وسائل الإعلام المحلية وفقاً لتعميم صحافي صادر عن وزارة الخارجية، حيث جاء فيه:
أعلنت وزارة الخارجية فوز السودان بعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية المدنية (ICDO) ، التي تتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقراً لها.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في تعميم صحافي “جاء فوز السودان بعضوية المجلس التنفيذي خلال اجتماعات الدورة الـ ٢٥ للجمعية العامة للمنظمة ، والتي إنعقدت بالعاصمة الإماراتية أبوظبي خلال الفترة ٢٢ إلى ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٢ “.
(2)
بعد الإطلاع على الخبر أعلاه بدا لي أن الفوز بعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية المدنية أشبه بمعايير اختيار (الألفا) للفصل في مراحل الدراسة الأولية… وهي معايير في ظاهرها تنطوي على مفارقات عجيبة حيث أن أكثر شخصية مزعجة ومهرجلة هي الأنسب لمنصب (الألفا)، أما في جوهرها وباطنها تتدثر بحكمة وحنكة وتدبير، لأن هذه الشخصية المهرجلة ستترك الهرجلة عندما يقع على عاتقها منع الهرجلة..ومثل الحرامي في المجموعة المحدودة إذا جعلته مسؤولا عن أمانة ما ، أمام أعين الناس وجعلته القيم عليها والمسؤول الأول عنها، سيترك التفكير في سرقة الأمانة، وسيرتقي إلى هذه الثقة الغريبة والمفاجئة..
(3)
هذه المنظمة التي فاز السودان بعضوية مكتبها التنفيذي معنية بالدرجة الأولى بحماية المدنيين منذ تأسيسها في العام 1931…والمفارقة هنا أن السودان فاز بعضوية المجلس التنفيذي وهو موقع اشبه بالرئاسة ،بينما فشل السودان فشلا ذريعا في حماية المدنيين في كل انحائه …في مناطق النزاع والكوارث والحروب الأهلية و المصادمات القبلية، وفي الأسواق والطرقات وفي الأحياء، وفي منازلهم فكيف يفوز من فشل أصلا..
(4)
صحيح إننا كسودانيين يثلج صدورنا مثل هذا الفوز، بدافع الشعور بالإنتماء للوطن وسمعته بين الأمم، ولكن عندما نسترجع شريط فشل الحكومة السودانية في حماية المدنيين يصبح طعم الفوز أمر مختلف..
(5)
لكن لابأس، فليكن اختيار السودان لهذا المنصب او قل فوز السودان بهذه العضوية من باب تعزيز الثقة وتحميله مسؤولية حماية مواطنيه بشكل أفضل…
اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
يوسف التاي
صحيفة الانتباهة