هاجم الحزب الشيوعي بكلمات (قاسية) الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل- بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني- وقال إن (تحالف) الحزب الإتحادي الأصل وحركات جوبا جاء برعاية المخابرات المصرية، ودعا الشيوعي في بيان له لقيام (أوسع تحالف) رافض للتسوية من أجل اسقاط الإنقلاب وإنتزاع الحكم المدني الديمقراطي.
الصرخات التي أطلقها الشيوعيون ليست بسبب أن هذا الإتحادي الديمقراطي تقوده مخابرات دولة أخرى، أو يمضي بإشراف (السفير الفلاني) أو (الدولة الفلانية)- أبداً- هذا البكاء وذاك العويل والصراخ من الشيوعيين سببه أن أعظم حزب سوداني هو (الإتحادي الأصل) رفض كل أطروحات العلمانيين، ومضى أكثر من ذلك بتكوين هذا التحالف الكبير، ونبذ تسويتهم ووقف ضدها بشراسة.
ثم ماهي علاقة الحركات المسلحة الموقعة على إتفاق جوبا بالمخابرات المصرية؟ وهل هذه (المخابرات) إذا أرادت أن تتدخل في الشأن السوداني أيعجزها ذلك؟.. في وقت أصبح كل شئ في السودان هو أجنبي (اللون- والطعم – والرائحة).. وهل السودان اليوم بعيد من إرادة السفراء وأجندات الدول؟ لقد أدخل (الشيوعيون) ومن قبلهم قوى الحرية والتغيير.. أدخلوا (سلوك الاستعانة) بالأجنبي، والسماح له بكل هذا النشاط الظاهر الذي نعيشه اليوم.. ألم يكن خطاب (المؤسس حمدوك) سبباً في وجود (أكبر بعثة أممية) تدخل أنفها الطويل في الشأن السوداني؟.. هل نسي الشيوعيون ذلك؟ أيام استشارات المزرعة ، وشلة الأنس؟.
مصر بحكم علاقتها المتجذرة مع السودان، وبحكم روابط التاريخ واللغة والمشتركات التي لا تحدها حدود.. وأهم ما في تلك المشتركات (المصير المشترك) الذي يربطها بالسودان، قالت مصر بالفم المليان (أن استقرار السودان من استقرار مصر) وهذا يعني أن استقرارها هي نفسه قرين بالاستقرار في السودان.. ولهذا السبب أرادت مصر الرسمية أن لا تجعل السودان ينفلت نحو الفوضى والتقسيم والتشظي، ووقفت مع تماسكه وأمنه واستقراره.. وهذا ينبغي أن يسعدنا نحن السودانيين لا أن يكون سبباً لقلقنا.
قالت مصر بلسانها الرسمي والشعبي.. إنها لن تتدخل في الشأن السوداني كما يفعل الآخرون.. وإحتفظت بوقوفها إلى مسافة واحدة مع كل أطراف الأزمة في السودان.. وصارت تردد كثيراً أنها مع استقرار السودان وسلامه وأمنه وتماسكه.. فهل هذه الرغبات تعني في فهم الحزب الشيوعي تدخلاً مصرياً في الشأن السوداني؟.
أعجبني جداً رد الأستاذ هشام الزين-الإتحادي القح- عندما قال:(أن السياسة ليس فيها محاكم).. ولكني أقول أن الشعب السوداني المعلم (يفهمها وهي طايرة) كما يقولون.. ويعي تماماً من هم العملاء؟.. (عملاء الغرب) وحاملي (الجنسيات المزدوجة).. الشعب السوداني ليس بحاجة أن يكشف له الحزب الشوعي من هم العملاء.. ومن هم الوطنيين؟. لأن ذلك لا يحتاج إلى بيان.
ويكفي الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل أنه جعلهم (يصرخون).. من هذا (التحالف الضخم) الذي نعتبره أكبر تحالف سوداني خالص مناهض لـ (التسوية الثنائية).. وقد أعلن هذا التحالف أهدافه منذ ميثاق تكوينه بأن (المشاركة) في الساحة السياسية تتم للجميع دون إقصاء.. خاف الشيوعيون من التحالف، لأنهم يعلمون مكانة الحزب الإتحادي الديمقراطي في أذهان أهل السودان؛ فهو حزب الوسطية وحزب الاستقلال، وهم يعرفون مقدرته في حصد الدوائر الإنتخابية لذلك يحاربونه بهذه المحاولة (البائسة) للإغتيال السياسي.. وفي (مسألة الإغتيال) يبرع الشيوعيون، فكم إغتالوا من قياداتهم، والتأريخ يحفظ لنا الكثير.
بخاري بشير
صحيفة الانتباهة