(1)
بعض العناوين التى نكتب تحتها تجد اعتراضاً من الجهة الموجه لها العنوان ويحسبون ذلك (تنمراً) منّا مثلما اثار غضب البعض عندما وصفنا دعوة الامين السياسي للبجا بالانفصال والدعوة الى الكفاح بالسلاح بـ (قلة الادب) وهو امر اقل ما يمكن ان يوصف به من دعا جهراً للانفصال – علماً ان (قلة الادب) وصف يمكن ان نطلقه على الكثيرين وليس في ذلك تعد.
اليوم نكتب عن (طير البقر) ونحن نكتب عن جعفر الميرغني بعد ان اصبح رئيساً لتحالف الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) وحتى لا يحسب ذلك منّا (تنمراً) نقول ان (طير البقر) هو نفسه (طير الرهو) الذي رمز به لأعظم شخصيات الحزب الاتحادي الديمقراطي القائد السياسي الاتحادي الكبير الشريف حسين الهندي رحمه الله في اغنية حمد الريح الشهيرة (طير الرهو) ، غير ان الفوارق عظيمة بين جعفر الميرغني والراحل الشريف حسين الهندي .. لهذا استبدل (طير الرهو) في معناها السياسي العظيم الى مقابلها الشعبي (طير البقر) في معناها الشعبي – والطيور على اشكالها تقع فى تحالف (الكتلة الديمقراطية) الذي ظل اهله مناوي وجبريل واردول ينتقلون به من اسم الى اسم مثل (كشك المحلية) – اما حيدر الصافي مقرر الكتلة فهو لا يرقى حتى لأن يكون مع جبريل ومناوي واردول في درجة واحدة فقد وضح ان الرجل يبحث عن (كرسي) او (مايك) يفش فيه غبينته.
(2)
حتى تعم الفائدة وتوضح الصورة استقطع بعض الاجزاء من المقال الرائع الذي كتبه د. خالد محمد فرح تحت عنوان (والله يا طير الرهو !!) فيه معلومات قيمة نعترف اننا نفتقدها في كتابتنا.
كتب د. خالد محمد فرح : (العنوان الذي اخترته لهذه الكلمة ، عبارة شهيرة من عبارات الغناء السوداني الحديث ، وردت في أغنية ذائعة الصيت ظهرت في سبعينيات القرن الماضي. تلك هي أغنية ” طير الرهو”، وهي أغنية من تأليف الشاعر الكبير “إسماعيل حسن” ، وألحان الفنان “صلاح بن البادية”، وأداء المطرب “حمد الريح “. وقد تميزت هذه الأغنية بصفة خاصة بطرافة موضوعها وجدته، وتفرده عن المألوف والسائد من أنماط الشعر الغنائي التقليدي الذي كان سائداً حينئذ. ففيها تأمل ، وفيها ذكرى ، وفيها شجن ، وفيها حنين. وفيها خواطر فلسفية ، وفيها خصوصاً إسقاطات نفسية عميقة ذهب بعض المؤولين إلى أنها إسقاطات وإيماءات رمزية سياسية قصد منها الشاعر صديقه القائد السياسي الاتحادي الكبير الشريف حسين الهندي رحمه الله ، الذي رمز له الشاعر بطير الرهو نفسه كما زعموا، ذلك الطائر المهاجر الرحالة ، الذي يغيب عن أرض السودان مهاجراً في بلاد الله الواسعة طوال أشهر الشتاء القارس والصيف اللاهب ، ولا يعود إليها إلا مع أواخر فصل الصيف وأوائل فصل المطر الذي نسميه نحن الخريف ابتداءً من أواخر يونيو أو أوائل يوليو من كل عام.
والله يا طير الرهو
قسماً عديل ما فيه لوْ
دمع الحبايب زي نغيم الساقية
في الوادي البعيد
بتسوي شوْ
يقول الدكتور فرح : (يبدو أن اللفظ “رهو” كاسم يطلق على نوع معين من الطيور، ليس قاصراً على العامية السودانية وحدها. فقد عثرت في موسوعة ويكبيديا بالشبكة العنكبوتية على أن هذا اللفظ نفسه مستخدم في اللهجة السعودية، وغالباً في لهجة الحجاز أو المنطقة الغربية عموماً، على نوع معين من الطيور المائية رمادية اللون تشبه الكركي أو الغرنوق ، تصاد للحمها الشهي المذاق. وهذه الطيور التي يسميها الناس هناك بطير ” الرهو ” أيضاً، تعرف باسمها العلمي باللاتينية Anthropoides virgo ، بينما تعرف في الإنجليزية إما بال Damoiselle crane أو ال Grey crane ).
وحتى نصل الى مربط الفرس او (عش الطائر) نقدم هذا التفصيل الرائع للدكتور خالد محمد فرح ونحن نكتب عن جماعة الكتلة الديمقراطية : (بيد أن طائر “الإيبيس” الآنف ذكره، والذي نرجح أنه هو الذي يسميه أهل وسط وشمال السودان بطير الرهو، يُعرف في كردفان باسم “النِعيجة”، بكسر النون وياء ممالة، فكأنه تصغير لكلمة : “النعجة”، ولا أدري لم سموه هناك بهذا الاسم. والنعيجة هي واحدة من مجموعة من الطيور المهاجرة التي تزور سهول كردفان وغيطانها عادة مع أوائل فصل الأمطار أو ما يسمى عندهم ب “الرُشاش” ، مثل: النعيجة المذكورة ، والحبارى ، وأم عكَّار ، والسمبر ، وأبو اندلق ، والمرعة وغيرها. ولئن كان أهل كردفان لا يكادون يستخدمون مفردة ” الرهو ” هكذا في كلامهم في الإشارة إلى اسم طائر بعينه ، إلا أنهم يسمون ذلك الطائر الأبيض الرشيق الحركة ، الذي يعرف في مناطق أخرى بالسودان باسم ” طير البقر ” ، يسمونه ” الرِّهيو ” على التصغير أو ” أب رهيو ” ، فكأن هذا الاسم هو تصغير رهو نفسها كما هو واضح. والأطفال هناك يغنون له عندما يرون أسرابه الرشيقة تنطلق في جو السماء في العشيات ، ويقولون له وهم يفركون أناملهم الصغيرة: ” أب رهيو تعال .. أديني بيوضة .. نديك خدورة ” ، وهم يعتقدون أن الشامات أو النقاط البيضاء التي تظهر على أظافرهم بعد ذلك الغناء ، هي مما منحه لهم ذلك الطائر الميمون. على أن أهل كردفان يكنون عن سوء الجوار بعبارة: ” جيرة اب رهيو ” ، ذلك بأن أب رهيو أو طير البقر ، طائر كسول وأخرق ، يحب تتبع أسراب البقر ، والتسكع بين المروج والغيطان فقط ، ولا يحسن صنع الأعشاش المحكمة كما تفعل السمبرية الحكيمة والوقورة والصناع. وكثيراً ما يتعدى أب رهيو على أعشاش السمبر الجاهزة خلسة ليتخذها سكناً بدلاً من أعشاشه الرديئة الصنع ، فيثور الشجار بينهما. وللمقارنة أيضاً ، فإن طائر أب رهيو الذي يعرف في كثير من مناطق السودان بطير البقر ، معروف بهذا الاسم نفسه في المغرب ، وهو لعمري اسم له صدى حتى في بعض اللغات الأوروبية مثل الإنجليزية التي يعرف فيها باسم Cattle egret إلى جانب اسمه الآخر Heron ، كما يعرف في الفرنسية ب pique-bœuf أي ناقد الثيران. ويعرف المصريون هذا الطائر في عاميتهم باسم ” أبو قردان ” ، واسمه العلمي باللاتينية هو Bubulcus ibis مما يدل على أن عنصر الرهوية المضمنة في اسمه الكردفاني حاضر فيه بقوة من حيث التصنيف السلالي والله تعالى أعلم).
(3)
لم يترك الدكتور خالد محمد فرح لنا شيئاً غير (التعليق) وأظن ان المعنى واضح ، غير ان الذي يؤكد هذا الذي ذهبنا اليه هي تلك الخروقات التى وقع فيها جعفر الميرغني عندما كان مساعداً لرئيس الجمهورية وهي خروقات موعودة بها (الكتلة الديمقراطية) في تحالف الحرية والتغيير. حيث نجد في سيرة الميرغني (الصغير) هذه الخروقات التى رصدها الاعلام في عام 2011 و 2012 حينما كان مساعداً للبشير.
(خرق مساعد رئيس الجمهورية ، جعفر الصادق الميرغني ، البروتوكول في فاتحة أعمال الدورة البرلمانية السابعة في الأول من أبريل الجاري ، حينما دخل عقب دخول رئيس الجمهورية عمر البشير إلى قبة البرلمان).
(ابتدر نشاطه الرسمي عقب توليه منصب مساعد رئيس الجمهورية في حكومة القاعدة العريضة، بخطاب شهير مرتبك، أثار العديد من ردود الأفعال، قابلته أجهزة الإعلام ومناوئي المشاركة داخل حزبه بقدر عال من السخرية، حينما قال إن الحرب اندلعت في النيل الأبيض وشمال كردفان، وبعدها لم يظهر أمام أجهزة التسجيل الصوتي أو الكاميرات وظل يعمل من وراء الكواليس في القصر الجمهوري، وشكل مؤخراً غياباً ملحوظاً في دائرة الفعل الرسمي وظل في حالة تسفار يتنقل بين العواصم في زيارات ليست ذات طابع وظيفي بجانب مواصلته في الصمت وعدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية).
وبين هذا وذاك عرضت لكم قول الدكتور خالد محمد فرح حينما قال : (طير البقر ، طائر كسول وأخرق ، يحب تتبع أسراب البقر ، والتسكع بين المروج والغيطان فقط ، ولا يحسن صنع الأعشاش المحكمة كما تفعل السمبرية الحكيمة والوقورة والصناع).
وهو كما يقول فرح – انظر الى (الكتلة الديمقراطية) : (وكثيراً ما يتعدى أب رهيو على أعشاش السمبر الجاهزة خلسة ليتخذها سكناً بدلاً من أعشاشه الرديئة الصنع ، فيثور الشجار بينهما).
هذا ما يحدث الآن تماماً.
(4)
بغم
غريب امر جبريل ومناوي واردول وهم يشكون من سيطرة الشماليين على المناصب العليا ويتحدثون في خطاباتهم السياسية عن التهميش والعنصرية وعندما شكلوا كتلة هم الاساس فيها منحوا رئاستها لجعفر الميرغني وهو اقل منهم خبرة ومعرفة واصغر منهم سناً وتجربة.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة