قحت و”الفلول”: مباركة لا مشاركة
على قحت المركزي أن تعلم بأن ما تقوم به من ( تضخيم ) لدور التيارات الداعمة للتسوية الثنائية داخل الاتحادي الأصل والمؤتمر الشعبي وأنصار السنة، عندما يتعلق الأمر بـ “المشاركة” في دستورها، وإعلانها السياسي، وتسويتها، إذا وضعه الناس في مقابل ما تقوم به من ( تقزيم ) لدور هذه التيارات عندما يتعلق الأمر بالمشاركة في السلطة بسبب ما قاله الناطق الرسمي باسمها من إنهم، رغم مواقفهم المؤيدة للتسوية، يظلون فلولاً لا تجوز مساواتهم ب”الثوار”، عليها أن تعلم بأن هذا السلوك يرسل عدة رسائل ذات دلالات عميقة ليست في صالحها ولا في صالح “الفلول” الذين تفضلهم :
▪️ أن الإضافة الوحيدة التي أضافتها قحت المركزي إلى صف التسوية، وتقول للناس إنها تحقق، بشكل كافٍ، شروط التوافق والمشاركة الواسعة وعدم ثنائية التسوية، إنما كانت ممن تعتبرهم فلولاً تعاف مشاركتهم في السلطة، لكنها لا تعاف تبرعهم بشرعنة التسوية، ومن ثم السلطة !
▪️أن اعتبارهم فلولاً لا يحق لهم المشاركة في السلطة إلا بشكل هامشي سوف يخصم – تلقائياً وبشكل جوهري، وبمعايير قحت المركزي – من قيمة، ما يسوِّق له المركزي من التوافق الكبير والمشاركة الواسعة في التسوية ودستورها وإعلانها السياسي !
▪️ وأن ذات السبب الذي ترى قحت المركزي بأنه يمنعهم من المشاركة الفاعلة في السلطة كان يجب أن يمنعهم تلقائياً – بذات المنطق القحتي – من المشاركة ( الفاعلة ) في وضع دستور الفترة الانتقالية وإعلانها السياسي وكافة ترتيباتها .
▪️ أن قحت المركزي إذا كانت قد “سمحت” لهم بالمشاركة الفاعلة في التسوية فقد خانت منطقها ومبدأها و”ثورتها”، وإذا كانت لم تسمح لهم فقد أبطلت دعوى المشاركة الواسعة في التسوية التي تنفي ثنائيتها !
▪️ الوقائع تدل على أن مشاركة هذه التيارات في التسوية كانت هامشية، وهذا يثبت أن الدافع لاستصحابهم في التسوية هو الحاجة إلى ديكور مشاركة يوهم بالتوافق الواسع وعدم ثنائية التسوية، بعدما زاد احساس قحت المركزي بالقزامة بعد أن فقدت أطرافاً منها قبل التسوية، وفقدت أثناءها أحد “كبارها” ممثلاً في بعث السنهوري .
▪️ أن الفرق الجوهري الوحيد بين هؤلاء “الفلول” وبقية “الفلول” هو أنهم قد قبلوا بخدمة قحت المركزي ومسايرة رؤيتها للتسوية، وعلمانيتها، واعتمادها على الأجانب، وتنمرها على بقية القوى السياسية، وانفرادها بالقرار، وإذا سلمنا – جدلاً – بأن الفلولية للإنقاذ وصمة فإنهم، بهذه المواصفات، قد أضافوا إليها وصمة “تفلُّل” جديدة، وتبعية لقحت المركزي، وليست هذه ميزات تجعلهم صفوة “الفلول”!
▪️ أنهم بتطفلهم على مائدة التسوية الثنائية، وبعدم احترام أصحاب المائدة لهم، واستخدامهم في الفهلوة السياسية والسواقة، وبقبولهم بكل هذا، غير جديرين بأن يحترم الآخرون مشاركتهم في التسوية ولا أن يعتمدوها كدليل على عدم ثنائيتها .
▪️وأخيراً أن “الساسة” الذين يقدمهم المركزي كصفوته الذين يستحقون “شرف” النطق باسمه لا يملكون القدرات التي تؤهلهم لمخاطبة الرأي العام بما يقنع، أو يحمل الحد الأدنى من احترام العقول حتى لو لم يقنع، بل ولا يملكون الحد الأدنى من قدرات السواقة رغم طول ممارستهم لها .
إبراهيم عثمان