زادت أسعار الأدوية زيادات مهولة في
الآونة الأخيرة…
صمت لف الوزارات المعنية لكأن الأمر
لا يعنيها…
الحكومة غائبة لأنّها تحسب أنّ الملف
هذا مؤرق لكلفته…
المواطن شكا لطوب الأرض من وطأة
جمر دفع ثمن الدواء…
لم يَتبقَ له سوى تفتيش خشم البقرة
وليس به إلا فتات…
ورشة نظام التمويل الصحي الكارثة
أوصت بتحرير الدواء…
كل الأدوية المُهمة، المُنقذة للحياة تمّت
التوصية برفع الدعم عنها…
وشملت أدوية الأطفال دون الخامسة
أدوية الطوارئ، الحوادث, السرطان ثم
كافة الأمراض المُزمنة…
تضاعفت الأسعار بحيث أصبح صعباً
توفيره….
يبدو الحكومة تعيش في جُزُرٍ معزولةٍ
من مواطنيها…
وإنّها تتعامى عن نظر سُوء حاله…
فما عاد قادراً على شراء الدواء مهما قلّ ثمنه…
ويتذرّع بصبر قليل يعينه على تحمُّل
الصدمات…
ويرزح تحت خط الفقر، ولا يملك ثمن
بقائه بالحياة…
الحكومة يا سادتي لا تعبأ بكم…
لقد قرّرت تحرير الأدوية المدعومة…
وتعلم لن يَحدث شيءٌ من قبلكم…
ستسحب الدّعم، ولو كانت نتيجته
موتكم…
ستمد لسانها، وتقول الحياة لن تُوهب
لمن لا يملك ثمن الدواء…
فمن لا يملكه فليذهب للقبر، للموت…
وليحكي مظلمته، والظلم المُبين..
فلا يهمها مواطنٌ يمرض ويُكلِّفها
رهقاً…
ولا تعبأ بأطفال أصابهم مرضٌ بظل
عجز ذويهم…
أي نظام وورشة تتحدّثون فيها غير
تلك التي ترهقنا..
التي تحوّل الصندوق القومي للإمداد
الصحي للا شيء…
لمؤسسة تنافس القطاع الخاص…
تستثمر في أمراضنا بغرض الربح…
ما يلغي دورها بتنفيذ الأمن الدوائي…
ما يؤدي إلى العجز المفضي للموت…
ولِمَ لا والمواطن في حالة غياب…
غائبٌ عن معرفة أولوياته وحقوقه..
وعن فرض مشيئته بجهل غريب…
وعن لفظ الذين يقودونه نحو الموت..
بإرسالهم إلى الجحيم قبل أن يفعلوا..
لم يبق لهذه الحكومة إلا فرض رسوم
للمقابر…
الموت بالجُملة تبعاً لهذه التوصية آت
لا محالة…
بغياب سياسة الدعم ما نتحدّث عنه
سيحدث…
المرض سببٌ من أسباب انهيار الدولة
والمُجتمع…
مَن يفشل عن تحمُّل نفقات العلاج…
وتحمُّل نفقات السلوك الصحي…
لا يُمكنه المُساهمة في بناء الدولة…
ينتظر مصيراً محتوماً، وحتفاً، ليموت
وهو يشكو…
ظلم الدولة وتعسفها وعدم اكتراثها…
صحيفة الصيحة