احمد يوسف التاي يكتب: على رسلك أيها الوزير (1ـ 2)

(1)

النفى الي جاء على لسان وزير المعادن محمد بشير لـ”أريبيان بيزنس” لتقارير سماها “غربية” و”مفبركة” تحدثت عن تهريب معظم الذهب الذي ينتجه السودان يحمل الكثير من الجدل والسفسطائية، ويغالط الواقع الذي ظللنا نعايشه منذ العام 2012.. التقارير التي أشارت إلى أن السودان ينتج أكثر من 100 طن ذهب في العام ويتم تهريب غالبية هذه الكمية للخارج ولا يدخل منها خزينة الدولة سوى القليل اعتبرها وزير المعادن مجرد أكاذيب وفبركة وكأنه لم يتابع ما يجري في ساحة ماراثون سباق تهريب الذهب السوداني السائب الذي علم النساء والرجال والأطفال السرقة ، وتفننت ما فيات التهريب في إخفائه بأرحام إناث الإبل والنساء والأعضاء التناسلية..ونحن هنالانتحدث عن تقرير السي إن إن بل عن معدلات إنتاج وصادرات جاءت في تقارير رسمية ،وفروقات كشفت بنفسها حجم التهريب.

(2)

الوزيرمحمد بشير قال في معرض نفيه لتلك التقارير إن الإنتاج الفعلي والمرصود للذهب في البلاد لهذا العام، وحتى أواسط نوفمبر الحالي في حدود 25 طنا سنويا…

نافيا صحة الأرقام التي تردها هذه تقارير واعتبرها مفبركة ومبالغ فيها، ورأى أن جهات لها أهداف تطلق هذه التقاريربغرض الكيد السياسي في محاولة لتحميل الحكومة الفشل في محاربة التهريب…وفي رأيي حديث الوزير يؤكد ما هو أبعد وأخطرمما حوته التقارير من نسب ومعدلات للتهريب.. والحقيقة الثانية التي يجب أن يعرفها السيد الوزير هي أن هذه التقارير التي قال عنها تارة غربية وتأرة أخرى مفبركة الهدف منها الكيد السياسي لإثبات فشل الحكومة في محاربة التهريب، أنها تقارير رسمية صدرت عن الحكومة في بيانات بالبرلمان وصدرت أيضا عن وزراء ومسؤولين سودانيين ووردت في أوراق عمل رسمية…والحقيقة الثالثة التي لاتحتمل المغالطات هي أن فشل هذه الحكومة والحكومات التي سبقتها في مكافحة تهريب الذهب ليس موضع شك بل الأمر أصبح يقينا راسخا.

(3)

فيما يلي تقرير صادرعن وزارةالمعادن يقول : (وارتفع إنتاج السودان من الذهب بـمناطق إنتاج شملت 12 ولاية خلال أعوام (2015-2016-2017) بنسبة 20% من 73,4 طنا إلى 93,4 طنا، وكشف تقرير أداء وزارة المعادن للنصف الأول من العام الماضي 2018 أن إنتاج الذهب خلال النصف الأول من العام بلغ 63 طنا اشترى بنك السودان منها ثمانية أطنان، وبلغ صادر الشركات 1,4 طن، لتصبح جملة صادرات الذهب 10,7 أطنان بقيمة 422.5 مليون دولار، وكشف التقرير نصف السنوي ذاته أن ما فُقِد بين الذهب المُنتَج والمُصدَّر والمُصنَّع والمُخزَّن بلغ 48,8 طنا بنسبة وصلت إلى 77% لفاقد الذهب بين منطقة الإنتاج وبنك السودان كمشترٍ، في وقت يُمثِّل فيه صادر الذهب نسبة 37% من إجمالي صادرات السودان بالكامل خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة حسب تقرير وزارة المعادن المذكور أعلاه…وهذا يفند حديث الوزيرالي أشار فيه إلى أن الإنتاج (25 طنا سنويا)، على اعتبار أن الإنتاج تضاعف لكثرة المعدنين في القطاعين التقليدي والحديث ودخول تقنيات جديدة ، وإذ كان الإنتاج الآن كما يقول الوزير 25 طنا فقط فإن هذا يعني أن التهريب بلغ الذرة على نو أكثر مماكرته التقارير (المفبركة)… غدا نحيل السيد الوزير إلى حديث وزير الصناعة الأسبق موسى كرامة…

نواصل

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version