لا ادرى لماذا فضل فقهاء الثورة تطبيق النظام البرلمانى بدلا عن النظام الرئاسى ؟ ربما كانت لهم اسبابهم ,لكننى على حسب علمى اعتقد ان النظام الرئاسى هو الافضل لحكم دولة فدارلية مثل السودان .
اذا تفحصنا واقع السودان نجده يشبة الى حد كبير واقع الولايات المتحدة الامريكية ولا يشبه واقع بريطانيا واعتقد ان تأثر كبار ساستنا بعد الاستقلال ببريطانيا هو الذي جعلهم يطبقون النظام البرلمانى الوست منسترى فى السودان منذ ما بعد الاستقلال بحذافيره وحتى دون مراعاة الفرق بيننا كشعب مسلم مفروض عليه الحكم بما انزل الله كما فرصت عليه الصلاة , وبين شعب بريطانيا العالمانى اللبرالى المسيحى الانجيلى ،وكما هو معلوم فان الانجيل كتاب ليس فيه احكام شرعية واجبة على كل فرد ، لان الدين فى الاسلام المعاملة وضبط الحياة اليومية بنصوص وصلوات يقيمها الفرد خمس مرات فى اليوم , ولكن عند المسيحيين فأن الدين هو الذهاب الى الكنيسة اختياريا لمن اراد يوم الاحد .
لا اريد ان اخوض فى مقارنة معلومة لكم بين المسيحية والاسلام لكن يمكن ان اختصر ذلك بتعريف الديمقراطية عند المسيحيين ثم تعريف الديمقراطية الاسلامية وهى ( الشورى الاسلامية ) التى جعلها الله فرضا واجب اتباعه على الحاكم والمحكوم .
فلقد عرف فقهاء الدساتير الديمقراطية اللبرالية المسيحية بقولهم : ( هى حكم الشعب للشعب بما يشرع الشعب فى البرلمان ) ، بينما عرفوا الشورى او ما يمكننا تسميته بالديمقراطية الاسلامية بانها: ( حكم الشعب للشعب بما انزل الله تعالى وشرع للمسلمين من قوانين وحدود ومعاملات مالية واحوال شخصية والى اخره ) ومعلوم ان مصادر التشريع هى ( الكتاب والسنة ثم الاجماع ثم القياس ثم الاجتهاد ) وان القاعدة الشرعية تنص على ( انه لا اجتهاد فى امر ورد فيه نص من الكتاب او السنة ،وان الاصل فى العادات الحل والاباحة ما لم يرد نص يحرم ، والاصل فى العبادات المنع الا بنص يأمر ويشرع ) وهذا غير موجود فى المسيحية لان الانجيل ليس كتاب ورد فيه تشريع مثل التوراة والقران الكريم حيث ان سيدنا عيسى عليه السلام كان قد ارسله الله تعالى لتصحيح الانحرافات التىقام بها اليهود بعد موسى عليه السلام بعد ان زورا التوراة ( العهد القديم فى الكتاب المقدس ).
اعتقد ان على فقهاءنا الدستوريين ان يفكروا الان فى تطبيق النظام الرئاسى بدلا عن النظام البرلمانى فى الانتخابات القادمة.
للنظام الرئاسى ميزات يمكن ان نستفيد منها ستمكننا من الاسراع فى اجراء انتخابات اقل كلفة و اسرع فى التنفيذ وباذن الله ساشرح ذلك من وجهة نظرى فى المقال القادم .
صحيفة الانتباهة