الطاهر ساتي يكتب: ولو كان فولكر..!!

:: تسريبات أخرى، مراد بها جس نبض أو (التلميع)، عن المرشحين لرئاسة الوزراء.. قبل أسابيع، كان كامل إدريس يتصدر قائمة التسريبات، ثم مضوي إبراهيم والشفيع خضر وعادل عبد الغني وإبراهيم البدوي.. واليوم، يدخل طه عثمان قائمة الترشيح، حسب مصادر (لشرق).. وربما تتواصل التسريبات، لجس نيض الشارع والتلميع وخداع المنظمات..!! :: فالشاهد أن المنظمات تُفضّل أن يكون في سيرة العاملين عليها ألقابتُ من شاكلة (مرشح لرئاسة الوزراء)، وهذا ما يسمى بالصيت ولا الغنى، كما يقول المثل، ولذلك يتكالب طلاب الصيت نحو قوائم الترشيح عبر النافذين بالدولة، ثم يخدعون وسائل الإعلام، ليخدع الشعب بأنه مرشح.. وعلى كل، فليكن المرشح كاملاً أو مضوياً، أو حتى طه عثمان (المافي شنو).. ولكن هل رئيس الوزراء يكفي لتحقيق آمال الشعب..؟؟ :: وللإجابة، يُحكى أن صبياً اشترى بنطالاً، ووجده طويلاً (4 سم)، وطلب من والدته تقصيره، فاعتذرت.. وطلب من أخته تقصيره، فاعتذرت.. فذهب إلى الخيًاط وقصره، ووضعه في دولابه.. ولاحقاً، حنّ قلب الأم، فأخرجت البنطال من الدولاب وقصرته (4 سم).. وبعدها، حنّ قلب الأخت، فأخرجت البنطال وقصرته (4 سم).. وفي الصباح، أراد الابن أن يرتدي بنطاله، وإذا به يتفاجأ بالبنطال قد أصبح (برموده)..!! :: تأمل، ثلاثة أفراد اجتهدوا لتقصير البنطال (4 سم).. ورغم الجهد وصدق النوايا، أفسدوا العمل وأفقدوا الابن بنطاله.. نعم، لعدم التنسيق وأزمة التجانس، أفسدوا العمل وأهدروا الجهد والزمن والمال.. وهكذا حال أي دولة تفتقد إلى (المؤسسية)، أي تجانس الأجهزة فيما بينها بالقوانين واللوائح.. فالبلاد بحاجة إلى دولة مؤسسات، وبدونها لن ينجح أي مرشح لرئيس الوزراء، حتى ولو كان مهاتير محمد..!! :: بعد الثورة، كان الأمل عظيماً في التخلص من تقديس الشخوص، ثم التفكير في دولة مؤسسات، وهذا لم يحدث.. وحتى حمدوك، صاحب أكبر قطيع في تاريخ السودان الحديث، والملقب بالمؤسس، عجز عن بناء دولة المؤسسات، لأنه لم يمسك بدفة القيادة في بحر العسكر والنشطاء.. حمدوك يعلم بأنّ خراب الدولة بحاجة إلى إصلاح مؤسسي يبدأ بالتخلُّص من الكيانات التي تم تشكيلها خارج مؤسسات الدولة، وما أكثرها..!! :: هيئات، مجالس، صناديق، لجان، و.. و.. كيانات كثيرة و(غير مُفيدة)، كان يُراد بها توظيف ذوي القربى وترسيخ التمكين في عهد المخلوع، وهي التي أفسدت مؤسسية الدولة، وكان يجب التخلص منها بعد الثورة.. ولكن النشطاء لم يستبينوا النصح، بل مضوا على (خُطى الفلول)، وذلك بتشكيل لجان جديدة خارج أجهزة الدولة، بغرض التمكين والتوظيف بالمحاباة، وهنا فقط صدقوا بقولهم الشهير (الكوزنة سلوك)..!! :: وعلى كل حال، فالتفكير والتخطيط لإصلاح الدولة يجب أن يكون شاملاً، وليس شخصياً.. وما لم تصبح مؤسسات الدولة مثل (أجزاء الساقية)، بحيث لكل ترس وظيفة، ولكل قادوس مهمة، ولكل حبل رباط، فلن ينجح في قيادتها أي مرشح، حتى ولو كان الحاكم العام (فولكر)..!!

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version