صباح محمد الحسن تكتب: العسكريون بين الستر والفضيحة!!

غادر البلاد أمس المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تُرك مودعا وملوحا بالعقاب ، بعد أن زار الخرطوم في الفترة من (١٣ الي ١٦ نوفمبر) ، وخرج مصدوما من انتهاكات حقوق الإنسان في السودان والجرائم التي ارتكبتها السلطة الانقلابية ، التي قتلت واعتقلت واستخدمت العنف وخالفت كل الاعراف والقوانين الدولية وقال فولكر في مؤتمره الصحفي أمس إنه وجد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في السودان وانه يجب ان يمثل الجناة امام العدالة، وان الشوارع شهدت استخداماً مفرطاً للقوة ضد المتظاهرين منذ استيلاء الجيش على السلطة، وطالب السلطات بوقف استعمال القوة المفرطة ضد المتظاهرين وأكد على عدم الإفلات من العقاب ومن المتوقع ان يكون المفوض السامي لحقوق الانسان ناقش مع رئيس المجلس الانقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان قضية المعتقلين السياسيين والثوريين بصفة عامة واوضاع الأستاذ وجدي صالح والمقدم عبد الله سليمان المعتقلين بحراسات وسجون السلطة الانقلابية. هذا بعد ان سجل بالأمس زيارة للأستاذ وجدي صالح والمقدم عبد الله سليمان واستمع بلا شك لحديثهم الذي يكشف الوجه الحقيقي لسلطة ترفع يدها اليسرى للسلام والعدالة، وتحكم إغلاق حراساتها جيدا على رموز الثورة وقياداتها من السياسيين وما وقع عليهم من ظلم بالإعتقال التعسفي المستمر ، الذي تتجدد فيه بلاغات الاتهام بصورة مستمرة . والمقدم عبدالله سليمان هو احد مظاليم السلطة الانقلابية الذي ظل حبيس السجون لأكثر من عام لم يقدم لأي محاكمة حتى اليوم وظلت النيابة تمارس لعبها المكشوف وهو أسلوب ( شطب بلاغ وفتح بلاغ جديد ) حتى تكون عملية الاعتقال مستمرة دون محاكمة ، ففي اخر الاخبار عن المقدم عبد الله سليمان قام وكيل النيابة بشطب كافة البلاغات التي فتحت في مواجهته الا ان رئيس النيابة رفض إطلاق سراحه وقام بإصدار قرار باستئناف قرار وكيل النيابة الخاص بشطب الاتهام. هذا الظلم الذي يقع عليهما يقع على عشرات المعتقلين من الثوار ولجان المقاومة بحراسات الشرطة والسجون فمنهم من لا يعلم حتى الآن السبب الرئيسي لإعتقاله ، وفلوكر خرج مصدوما لأنه زار دولة تتحدث عن حقوق الإنسان وأهميتها ، عندما تجتمع مع المسئولين عنها ، وتقوم بإنتهاك هذه الحقوق على الأرض ، فالرجل زار عدد من المناطق التي وقعت فيها جرائم وحدثت فيها اعتداءات واضحة على حقوق الإنسان ، وفي ذات الوقت التقى بالمنظمات العاملة في هذا المجال ، كما انه قابل الانقلابيون المنتهكون لهذه الحقوق بقيادة رئيس المجلس ونائبه ، (اكثر القادة السودانيين انتهاكا لحقوق الإنسان ) فما الذي يجعله مصدوما وقلقا أن لم يرى اكثر مما سمعت أذنه . ومؤسف ان تفضح منظمات حقوق الأنسان السلطة الانقلابية وتتهمها صراحة بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والعنف المفرط، واستخدام القوة، في الوقت الذي يبحث فيه بعض السياسيين عن غطاء لسترة هذه السلطة الغطاء ( القصير الناقص) الذي ان ستر رأسها كشف عن ساقيها ، فالسلطة الانقلابية ، في فقه الثورة ، كلها عورة . طيف أخير: بلداً هيلي أنا.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version