عندما خرج معظم الذين خرجوا فى ثورة ديسمبر ، وبالذات الاسلاميين من امثال الاستاذ احمد الخير ،خرجوا بنوايا سليمة ومن اجل تصحيح الاخطاء الشخصية التى حدثت ممن دخلوا فى حزب المؤتمر الوطنى لمآرب شخصية او بعض من انتسبوا للحزب وهم لم يتقنوا علوم السياسة الشرعية الاسلامية ،ولم يكن اغلبية من شاركوا فى الثورة يقصدون اقصاء الشريعة الاسلامية وتحويل المجتمع السودانى الى مجتمع عالمانى لبرالى الحادى على النسق الامريكى المادى بحجة ان هناك اشخاص ( شوهوا الدين او تاجروا به ) حيث ان كل مسلم هو بالفطرة السليمة قادر على الحكم بمقاييس الاسلام على الاخطاء التى تحدث امامه وهل هى اخطاء فردية غير مقصودة تم ارتكابها بجهل ام هى اخطاء منهجية قصدها الاسلاميون كلهم حتى من خارج المؤتمر الوطنى ، كما ادعى ذلك المتطرفون من قادة قحت فوجد سفير امريكا فيهم فرصه ليغير اهداف الثورة ويقوم ( بسرقتها من الثوار ويدفع بها الى ايدى اليساريين اللادينيين الذين هم مع وخلف من يهبهم الدنيا سواء كان شيوعى سوفيتى او قومى عربى او رأسمالى امبريالى مستعمر كما كانوا يصنفون امريكا قبل انهيار الاتحاد السوفيتى وسقوط قلدة المشروع العربى القومى الذى قام بعداوة الاسلام بدعم من الاتحاد السوفيتى ايام ناصر وعفلق والا سد وعفلق بعد كبيرهم اتاتورك.
الان بعد ان ضل التغيير للافضل طريقة بعد توقيع الوثيقة الدستورية على ايدى الشخصيات التى عطلت تنفيذ بنود الوثيقة الدستورية عمدا منذ ان وقفت ضد تكوين المجلس التشريعى ( كما قال د.حمدوك عندما اشاد بالجيش وقال : انه لم يجد ارادة سياسية لدى قادة قحت لتكوين المجلس التسريعى وذلك بعد ان اتقضت الثلاثة أشهر تانى حددتها الوثيقة كحد اقصى لتكوين المجلس ) وذلك ما اظهر ان مكونات قحت الكبرى كانت قد بدات تنقسم الى قسمين ،قسم يؤمن بالديمقراطية وامكانية التوافق على ادارة الفترة الاتتقالية وهم من سموا انفسهم قحت التوافق وقسم يساري دكتاتورى ادعى زورا انه هو من يمثل الشعب حصرا فقام بعزل مكونات قحت الاخرى ثم اراد ايضا ان يعزل الجيش بسذاجة لينفرد هو بدعم امريكى من الاستمرار فى السلطة الى ان يتوفى الله كل من شارك فى الثورة وينشأ جيل عالمانى جديد فى بلادنا ،او هكذا خيل لهم خيالهم وخدعهم بذلك سفير امريكا ومبعوثها فولكر الذى دثروه بدثار ( الامم المتحدة ) التى هى كما قال بطرس غالى وكوفى عنان : ( مجرد قسم من اقسام الخارجية الامريكية).
الان بعد ان اتضح ان قرارات 25 اكتوبر كانت قرارات تصحيحة اضطرت القيادة العليا فى الدولة لاتخاذها لاستئناف سير الفترة الانتقالية على اسس ديمقراطية توصل البلاد فى اقصر وقت الى انتخابات عامة يحدث بعدها استقرار يتيح ان يوضع دستور دائم يستفتى عليه الشعب ثم بعد ذلك يمكن ان تتم هيكلة الجيش وتؤؤل قيادة الجيش ( الساسية العليا ) للرئيس المنتخب من كل الشعب كما هو معمول به فى كل دول العالم ،اما تهريح البعض ومطالبته بان يخضع الجيش لقيادة غير منتخبة فى فترة انتقالية فهو مجرد اضاعة للوقت والمال وتعطيل لمسيرة التحول الديمقراطى .
بحمد الله فالواضح ان هناك قيادات قد حزبية اتضح لها الان ان عليها ان لا تقحم نفسها فى شؤون الجيش وان تبدأ بجد فى تكوين احزابها التى ستخوض غمار الانتخابات القادمة كما تفعل الاحزاب المتمدينة فى امريكا واوربا.
ان التغيير للافصل لابد ان تبدأ به النخبة المسلمة التى تفهم مقتضيات العصر الحديث وتستطيع ان تأخذ من الشعوب الاخرى ما يفيد وتترك ما لا يناسب مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا كسودانيين مسيحيين او مسلمين.
سانقل فيما بعد مقتطفات من اقوال خبراء فى التغيير للافضل ارجو ان يهدينا الله بها لتصحيح مسار الثورة للوصول الى اهدافها .
( التغيير سنة كونية ماضية لا يستطيع أحد أن يوقف عجلته ولا أن يقف في وجهه. • أول التعامل مع التغيير معرفته، ومعرفته تقتضي جعله آية آيات الله. • التعامل مع التغيير أن يدرك الإنسان محله من العالم المتغير. • الخطاب القدري والخطاب الشرعي. • الإنسان خليفة الله في الأرض. • ما في الأرض خلقه الله لبني آدم إما انتفاعا، وإما اختبارا، وإما اعتبارا. • أقسام الناس في سماعة الذكرى. • نحن في هذه الدنيا كراكب استظل تحت شجرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليجتهد كل واحد منا أن يترك بصماته فيها، وان يكون إيجابيا. • التغير ينشأ عنه التغيير، فالتغير سنة كونيه والتغيير تأثير في هذه السنة، وذلك بمزاحمة الأقدار بالأقدار. • التغيير يكون إيجابيا ويكون سلبيا لكنه مطلوب دائما. • جعل الله سنة التغيير مربوطة بالسنن الكونية لأنه قال: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. • لا بد أن يسعى الإنسان لتكميل نفسه، إيمانا وخلقا وعملا، ودعوة وتأثيرا. • حكمتا خلق الإنسان. • التغيير يكون في الأشخاص أنفسهم، وفي المجتمع. • من ضوابط التغيير: عدم مناقضة السنن الكونية، أن يكون بالأيسر والأخف، أن يكون أقل تكلفة، أن يكون التغيير يميل إلى زيادة الإنتاج، أن يكون أنسب للعصر الذي هو فيه، أن يكون أجمع للكلمة، أن يحرص الإنسان على أن يكون التغيير أرضى الله سبحانه وتعالى. • مجالات التغيير: المجال الديني، وينقسم إلى: 1مصالح أخروية متمحضة وهذا الذي نسميه الجانب بالتعبدي، 2المصالح الدنيوية ومعها مصالح أخروية وهو الذي نسميه بالجانب التعللي. • لا بد أن ندرك أن الدين منه ثوابت ومنه متغيرات. • أقسام القبلة قديما عند الفقهاء. • الوسائل المتجددة اليوم. • من مجال التغيير: المجال السياسي: الدولة المعاصرة تختلف عن الدولة القديمة. • تغيير الدولة بعد الخلفاء الراشدين. • الدولة الحديثة عبارة عن عقد اجتماعي. • في المجال السياسي: لا بد أن ندرك أن استصحاب أحكام الأئمة والدولة القديمة للواقع الذي يختلف عنها تماما هو غلط في الاجتهاد وغلط في التصور. • من المطلوب لقادة الدولة الحديثة أن يغيروا الأساليب على وفق العالم من حولهم)
((يهدف التغيير بصفة عامة والتغيير التنظيمي بصفة خاصة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف،تكون بمثابة مخطط مدروس،لأنه لا يمكن تصور نجاح زيادة مقدرة المؤسسة على التعامل والتكيف مع البيئة المحيطة بها وتحسين قدرتها على البقاء والنمو.
((التغيير التنظيمى لا يقوم باعتماد الارتجالية وعدم وضوح الرؤيا ومن اهم اهدافه :