يلزمني في البدء أن أرد الفضل لأهله فيما يخص العنوان أعلاه، فأقول أنه ليس لي وانما هو للإعلامية والمذيعة اللامعة داليا الطاهر، وقد سكت الاستاذة داليا هذا العنوان المفصح بالغ التعبير والدلالة، تعليقا على الفيديو الذي انتشر بكثافة على المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر في هذا الفيديو أفراد دوريات الشرطة المكلفة بحراسة وحماية وتأمين موكب الفلول والزواحف المسمى زورا (موكب الكرامة) وليس فضه، وهم يرقصون ويعرضون وينططون على طريقة المخلوع من على أسطح الدفارات، على أنغام الاناشيد المبثوثة عبر سماعات صوت ضخمة نصبها منظمو موكب الفلول والزواحف، في استعادة للطقوس المعروفة عن نظامهم المدحور في احتفالاته واحتشاداته المصنوعة، ففي موكبهم البائس اليائس الذي أخرجوه السبت، مستعينين بـ(مقاولي الأنفار) وسماسرة التحشيد الذين تدفع لهم الأموال مقابل كل رأس يحضرونه للمشاركة محمولين على البصات والحافلات والبكاسي المستأجرة فحشدوا حتى الايفاع الصغار من طلبة الخلاوى وفرق الناشئين الرياضية والعجزة كبار السن، وقد فضحتهم وكشفتهم الفيديوهات المبثوثة والصور المنشورة التي لا تكذب، ولم تنجح حتى محاولات مصوري قناتهم الخبيثة وليست الطيبة كما أسموها، في مداراة المشهد الكالح الذي ضم بضعة نساء ولفيف من الاشياخ الملتحين الذين تجاوزوا السبعين من أصحاب العمائم الكبيرة والصغيرة ومجموعة من الايفاع والصبية وكثير من المكريين بالمال وبائعي الذمم، ولا عجب ولا استغراب فهذا ما درجوا عليه وتفننوا فيه طوال عهدهم الآفل، ولكن كان الغريب والمستغرب ان تتماهى معهم الشرطة لدرجة مشاركتهم الرقيص والهجيج في اهانة بالغة للكاكي والانضباط، فضلا عن انكشاف ممالأتهم لفلول النظام البائد وعدائهم السافر للثورة والثوار.. المشكلة ليست في هذه المجموعات التي بدأت تفرفر كما يفرفر الطائر الذبيح، فقد انكشف حالهم منذ مسيرتهم الهزيلة المسماة (الزحف الأخضر)، وكان الأولى ان يسموها (الزحف الأغبر)، وما تلاها من مسيرات حتى هذا المويكب الأخير، فرغم ان الشرطة والقوات الأخرى لم تكمن لهم وهي مزودة بكل أدوات القتل والسحل والايذاء، ولم تطلق عليهم ولا مقذوف بمبان واحد، دعك من اطلاق زخات من الرصاص كما تفعل مع الثوار، بل كانت تعمل على حمايتهم وتأمينهم خوفا عليهم من غضبة وردة فعل متوهمة من الثوار، الا انهم يا لبؤسهم رغم كل هذه الاريحية، فشلوا في تنظيم ما يساوي مجرد (غنجة) من غنجات الشباب الثائر في أي حي من احياء العاصمة، ومع حالهم المفضوح هذا كان عليهم ان لايكابروا ويعترفوا بأن لا عودة لهم في ظل الثورة لا بالفهلوة ولا الخطاب المكرور والممجوج والشعارات والهتافيات البائرة، وعليهم ان يعلموا ان ما وجدوه من معاملة خاصة من الشرطة والقوات الأخرى المفرغة لقمع الثوار وقتلهم وسحلهم، لو وجد الثوار وجموع الشعب السوداني مثقال ما وجدتموه لفاضت بهم شوارع العاصمة بمدنها الثلاث، وكانوا قد فعلوها من قبل وسيفعلونها حينما يحين أوانها، ولو كانت الشرطة قد اطلقت عليكم علبة بمبان وحيدة لفررتم وتفرقتم ايدي سبأ ولما عدتم لأوهامكم مرة أخرى، أما اذا أردت منكم قتيلا واحدا فلا شك انكم ستلوذون مرة أخرى الى مخابئكم التي اختبأتم فيها ابان الثورة، ولم تخرجوا منها الا بعد الانقلاب الذي ما زال يكلؤكم بحمايته ورعايته والدليل ان الشرطة ترقص وتهجج معكم بينما تقنص للثوار لتسحلهم وتقتلهم.
صحيفة الجريدة